للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثواب والعقاب والله أعلم" (١)

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "النبي أرشد الأمة في القدر إلي أمرين هما سببا السعادة:

الإيمان بالأقدار فإنه نظام التوحيد.

والإتيان بالأسباب التي توصل إلى خيره وتحجز عن شره وذلك نظام الشرع.

فأرشدهم إلى نظام التوحيد والأمر؛ فأبى المنحرفون إلا القدح بإنكاره في أصل التوحيد، أو القدح بإثباته في أصل الشرع، ولم تتسع عقولهم التي لم يلق الله عليها من نوره للجمع بين ما جمعت الرسل جميعهم بينه وهو القدر والشرع والخلق والأمر.

وهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم والنبي شديد الحرص على جمع هذين الأمرين للأمة وقد تقدم قوله: «أحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز» (٢). وإن العاجز من لم يتسع للأمرين" (٣)

• قال الشيخ حافظ بن أحمد حكمي (ت: ١٣٧٧ هـ) : "الإيمان بالقدر نظام التوحيد كما أن الإيمان بالأسباب التي توصل إلى خيره وتحجز عن شره هي نظام الشرع، ولا ينتظم أمر الدين ويستقيم إلا لمن آمن بالقدر وامتثل الشرع، كما قرر النبي الإيمان بالقدر ثم قال لمن قال له: "أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: «اعملوا فكل ميسر


(١) حاشيته على تهذيب السنن (٦/ ١٠٥).
(٢) رواه مسلم (٢٦٦٤).
(٣) شفاء العليل ١/ ٢٦.

<<  <   >  >>