للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة أبعد في المذهب]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [باب ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة أبعد في المذهب.

حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: (كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم حاجته فأبعد في المذهب)].

يعني: أبعد في المكان، وهذه عادته في البر، فكان يبعد حتى لا ترى له عورة ولا يسمع له صوت، لكن قد يخالف هذا أحياناً كما ثبت في الصحيحين من حديث حذيفة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم فبال قائماً)، والسباطة: محل الكناسة، وهي قريب من البلد، وفعل هذا لأسباب، لعله أطال المكث في مكان فاحتاج إلى هذا.

قال: [وفي الباب عن عبد الرحمن بن أبي قراد وأبي قتادة وجابر ويحيى بن عبيد عن أبيه وأبي موسى وابن عباس وبلال بن الحارث رضي الله عنهم.

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح].

فقد أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان يرتاد لبوله مكاناً كما يرتاد منزلاً).

وأبو سلمة اسمه: عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري].

قوله: (يرتاد) يعني: يختار مكاناً ليناً ضحلاً حتى لا يصيبه شيء من رشاش البول.

قال في الشرح: [وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان يرتاد لبوله مكاناً) أي: يطلب مكاناً ليناً، ولم أقف على من أخرج هذا الحديث بهذا اللفظ، وقد أخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة بلفظ: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله).

قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد بعد ذكره: هو من رواية يحيى بن عبيد بن رجاء عن أبيه، قال: ولم أرَ من ذكرهما، وبقية رجاله موثوقون.

وأخرج أبو داود عن أبي موسى رضي الله عنه قال: (كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأراد أن يبول، فأتى دنساً في أصل جدار فبال، ثم قال: إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله)].

<<  <  ج: ص:  >  >>