قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما جاء في كراهية الإسراف في الوضوء بالماء.
حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا خارجة بن مصعب عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عتي بن ضمرة السعدي عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن للوضوء شيطاناً يقال له: الولهان، فاتقوا وسواس الماء).
قال: وفي الباب عن عبد الله بن عمرو وعبد الله بن مغفل.
قال أبو عيسى: حديث أبي بن كعب رضي الله عنه حديث غريب، وليس إسناده بالقوي، والصحيح عند أهل الحديث؛ لأنّا لا نعلم أحداً أسنده غير خارجة، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن الحسن: قوله -يعني: من قول الحسن - ولا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء وخارجة ليس بالقوي عند أصحابنا، وضعفه ابن المبارك].
قوله:(لأنا لا نعلم أحداً أسنده) أي: رواه مرفوعاً.
وقوله:(وخارجة ليس بالقوي عند أصحابنا) أي: عند أهل الحديث، قاله الطيبي.
قال الذهبي عن خارجة في الميزان: وهّاه أحمد، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال أيضاً: كذاب، وقال البخاري: تركه ابن المبارك ووكيع، وقال الدارقطني وغيره: ضعيف.
قال الذهبي: انفرد بخبر: (إن للوضوء شيطاناً يقال له الولهان).
وهذا إنما ثابت في الشيطان الذي في الصلاة، وهو شيطان يقال له: خنزب، لما قال له عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه: إن الشيطان يلبس علي الصلاة، قال:(ذاك شيطان يقال له خنزب)، فهذا ثابت، وأما الشيطان الذي يقال له: الولهان.
فحديثه ضعيف.
وخارجة بن مصعب أبي الحجاج الثقفي متروك، وكان يدلس عن الكذابين.