قال تعالى:{فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا}[الكهف:١٩] أي: أن طلب الحلال من صفات المؤمنين التي يجب أن تكون دائماً محل بحث وحرص واهتمام منهم، ولا بد أن يكون الإنسان مهتماً بإطابة مطعمه، متجنباً للحرام، يبحث عن الطعام الزكي، ويبتعد عن الطعام المحرم، وذلك في نوع الطعام، وفي طريقة كسبه، وفيمن يتعامل معهم في ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من أكل الحرام:(ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب، يا رب، ومأكله حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!).
ولأن إطابة المطعم من أسباب إجابة الدعوة.
قال:((فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا))، فمن فسره بأكثر فليس بظاهر، بل المؤمن يكتفي بما يبلغه ويقضي حاجته، ويسد جوعته، وليس يهتم بكثرة ولا قلة من ذلك، قال تعالى:{فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ}[الكهف:١٩] أي: لابد أن يعلم المؤمن أن الرزق من عند الله، فقد رزق الله أصحاب الكهف، ومنه يؤكد أن المقصود بأزكى: أطيب وليس أكثر.
وقوله:(منه) للتبعيض، والغرض المقصود أنهم يريدون شيئاً يتبلغون به إلى أن يقضي الله سبحانه وتعالى أمراً.