[حقيقة التلطف ومعناه وضوابطه من خلال فعل أصحاب الكهف له]
قوله:{وَلْيَتَلَطَّفْ}[الكهف:١٩] اللطف: هو التعامل بخفاء في مثل حال أصحاب الكهف، فهم لا بد أن يستعينوا على قضاء حاجتهم بالكتمان؛ حتى لا يتضح أمرهم ويردوا إلى قومهم، فالكتمان في هذا الموضع مأمور به، وهو من الحذر الواجب، ومن الأخذ بالأسباب، وليس من الشجاعة أن يعلن قلة من الضعفاء أمرهم أمام جيوش الأقوياء، وليس من الجبن أن يكون مختفياً، كما قال سبحانه وتعالى عن موسى:{فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ}[القصص:٢١]، فالإنسان إذا كان في خطر فينبغي له أن يكون متلطفاً وألا يظهر نفسه حتى يصطاده أعداؤه، وفي الكتمان من المصالح ما لا يحصى كثرة إذا استعمل في موضعه.