فمن الرَّبض صَفْوان بن عسال وبنو مالك بن مراد. وبنو قَرَن كان منهم أويس القَرَني، وهو أوَيس بن عمرو بن جزء بن قيس ابن مالك بن عمرو بن عصوان بن قَرَن بن ردمان بن ناجية بن مراد. وكان أوَيس رجلا صالحا، وهو من التابعين، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا له ولم يصحبه. وروى أن النبي عليه السلام أنه قال ذات يوم لأصحابه: أبشروا برجلٍ من أمتى يُقِالُ له أوَيس القَرَني يشفع يوم القيامة بمثل ربيعة ومُضَر. ثم قال لعمر: إن أدركته فأبلغه عني السلام، وقل له يا عمر: إن مكانه بالكوفة. فكان عُمَرُ يطلبه من المَوسِم لَعَلَّه أن يُحُجّ فيلقاه، حتى وقع عليه مع أصحاب له وهو أخشنهم وأرثهم حالا، فلما سأل عنه عُمَر أنكر ذلك أصحابه وقالوا: يا أمير المؤمنين، تسأل عن رجلٍ لا يسأل عنه مثلك!! قال: ولم؟ قالوا: لأنه مغبون في عقله، وربما عَبَث الصبيان به، فقال عمر: ذلك أحبّ إليّ، فدلوني عليه، فدّلوه عليه، فقال عمر: يا أُوَيْس إنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أودعني إليك رسالة، وهو يقرئك السلام، وقد أخبرني أنك تشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر، فخر أويس ساجدا، فمكث طويلا لا تَرْقَالَهُ دمعة. فظنوا أنه قد مات. فنادوه: يا أويس، هذا أمير المؤمنين فرفع رأسه ثم قال يا أمير المؤمنين أفعل. قال: نعم يا أويس، أدخلني في شفاعتك. فقال: يا أمير المؤمنين، أشهرتني وأهلكتني. فعاش أكثر دهره مستخفيا، وجعل الناس في طلبه من كل موضع، ويتمسحون به، وكان - كثيرا - يقول: ماذا لقيتُ من عمر بن الخطاب حين عرفني الناس، ثم قتل بصغين مع علي بن أبي طالب وكان على الرَّجالة، فأصيب بها قتيلا رحمه الله.
ومنهم بنو عطيف، وهو بيت مراد. منهم بيت عمرو بن قعاس بن عبد يغوث الشاعر الجاهلي، وهو جد هانيء بن عُرْوة المُرادِيّ، وعمرو بن قعاس الذي يقول:
أأمنتي في سراة بني عطيف ... إذا ما ساءني شيء أبل
أُرُجِّلُ لِمَّتي وأجُرّ ذَيْلي ... وتحمل بزتي أفق كمل
ومنهم سُودان بن حُمران أحدُ من قدم من مِصر على عثمان بن عفان رضي اله عنه. ومنهم ذو التاج مَرْوان، وهم من بني عُطَيف، ومنهم فَرْوة بن مِسِّيك عُطيف بن سَلم بن الحارث بن الذويب بن مالك بن مُنَيّة بن عُطَيف بن عبد بن ناجية بن مراد، وكان شاعرا فارسا، وكان قد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مفارقا كِنْدة، وقال في ذلك:
اما رأيت ملوك كندة أعرضت ... كالرجل خان الرجل عرق نسب
قربت راحاتي أ} م محمدا ... أرجو فواضلها وحسن ثوب
فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم قال: يا فروة هلي ساءك ما أصاب قوم يوم الردم - وهو كان قبل الإسلام بين مُراد وهمدان، أصابت فيه همدان من مراد أرادوا، حتى أثخنوهم، فقال: يا رسول الله ومن ذا الذي أصيب قومه. بمثل ما أصيب قومي يوم الردم فلا يسوءه ذلك؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ذلك يَزْد قومَك في الإسلام إلا خيرا. فأسْلَم فَرْوَة وحَسُن إسلامه، فاستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على مُراد وزَبيد ومَذْحج كلها، وبعث معه خالد بن سعيد بن العلص الصَّدقة، وكان معه في بلاده حتى تُوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن أشراف بيوت مُراد بيت هُبَيرة المكشوح سيْد مُراد، وابنه قيس فارس مذحج، وهو قيس بن هُبَيَرة المكشوح ابن عبد يغوث بن الغُزَبْل بن سَلم عَوْتَبان بن زهران بن مراد، وإنما سمي المكشوح لأنه كشح نفسه بالنَّار، قيس بن هُبَيَرة المكشوح، وهو الذي قَتَل الأسود العَنْسي الذي تنبأ باليمن الذي يقول لعمرو بن معدي كرب شعرا:
تمَنَّانِي لِيَلْقَاني عُمْير ... بضاحي دملك حكما غميضا
فأقسم لو بهذا قال قيس ... لغُودرت الغداة بها نقيضا
وكان قيس بن هُبَيْرة المكشوح وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد فتوح فارس أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالقادسية ونَهاوَنْد، وهو أحد فُرسان العرب المذكورين في الجاهلية والإسلام.
ومن عوتبان عبد الرحمن بن يحيى بن عمرو بن بجير بن مُلجم من بن أظلم بن عمرو بن عُوتَبان بن زاهر بن مراد الذي عَلَي بن أبي طالب.
ومنهم أبَيْ الذي يقول فيه عمرو بن معدي كرب: