ومن ولده أبو شمر بن أبرهه، قتل بصفيّن، وأبو رشد بن أبرهة وكان سيِد حمير في زمانه بالشام. والنضر بن بريم بن معدي كرب بن أبرهة، كان سيد حمير بالشام، وأمه بنت مَعْبَد بن العباس بن عبد المطلب.
ويريم من قولهم: لا تَرِم عن هذا المكان: أي لا تبرح. والريم: الفضل. يقال بينهما ريم. قال المخبَّل:
فاقع كما أقْعى أبوك عَلَى أستهْ ... يرى أنَّ رَيْماً فوقه لا يزايله
والريم ما بقي من مقاسم الأيسار فعجز عن القسم فإن أخذه منهم عيريه والرَّيم: ما بقى. ومن يحصب بن مالك شرحبيل بن يحصب بن مالك ابن زيد بن الغوث الاصغر بن سعد.
قال أبو المنذر، حدثني محمد بن عبد الله الحميري عن أبيه قال: وجدنا في ظفار قبرا في ولاية يزيد بن منصور على اليمن، فإذا فيه رجل في تابوت قد ألْبِس صفائح النحاس، والتابوت في ماء، فنزف الماء واستخرج، فإذا فيه رجل عليه حلة منسوجة بالذهب، وعمامة منسوجة بالذهب، طولها أربعة وعشرون ذراعا، وقضيب من ذهب فيه أثنا عشر خاتما فصوصها ياقوت، ومعه في التابوت سروج من ذهب، وروءس بَقَر ووعول من ذهب - كان يشرب فيها - وستة أسياف، وكانت هامته كأعظم هامة رأيتها قط، وعند رأسه لوح مكتوب فيه: أنا شرحبيل يحصب بن مالك ملكت سبأ وطور وتهامة وأعرابها. انقضت يَحْصَبِ.
[ومنهم ذو يزن]
وأسمه عامر بن أسلم بن زيد بن الغوث الأصغر وذو يَزَن - ويقال ذو أزن - وهو أوّل من أتخذ أسنة الحديد، فنسبت إليه الأسنة اليزنية - ويقال: سنان يَزَنُّي، وأزَنُّى وأزَنى - وإنما كانت أسنة العرب قرون البقر. قال الشاعر:
يُهَزْهِزُ صَعدةً جرداء فيها ... نقيع السُم أو قَرْن مَحِيقُ
أي مدلوك.
ومن ولده سيف. واسمه النعمان بن الحارث بن قيس بن معد بن ذي يزن، وهو عامر بن أسلم بن الغوث الأصغر، وهو الذي استنصر كسرى، وجَلَبْ الفُرْسَ إلى صنعاء، وخرج على الحبشة في جمع عظيم من اليمن وغيرهم من الفرس، حتى أوقع بالحبشة فأبادهم وأفناهم، وملك اليمن، ووفَدَتْ إليه العرب من كل ناحية وبلاد.
ومن ولده عُفَيْر بن زُرْعَة بن غُفْيْر بن الحارث بن النعمان - وهو سيف ابن الحارث بن قيس بن معدي كرب بن ذي يزن - وكان سيد حِمْيَر بالشام أيَام عبد الملك بن مروان. " عفير " تصغير عفر، وهو وجه الأرض. ومنه قيل: ظَبْي أعْفَر، إذا كان فيه غُبْرة، شبهت غبرته بلون الأرض. والعُفير: ضرب من الشجر تقتدح منه النار، والمعافر: بطن من اليمن. تنسب إليهم الثياب المعافرية. ورجل عَفْر: أي جلد عظيم والمعافر: موضع. وسيف اشتقاقه من قولهم: سَاقَ الشيءُ يسيف سيفا إذا هلك. والرجل سُيْفٌ إذا هلك ماله. والسَّواف داء يصيب الإبل فتهلك. وسُفْتُ الشيء أسوفُه سوفا: إذا شممته. وسافَ الرجلُ المرأة. إذا شمّ فاها. وسيف البحر: معروف وهو ساحله. وسَوْف كلمة يقولها المتمني والمتوعد.
ومنهم مرثد بن علس الذي استمده امرؤ القيس بن حُجْرالكندي على بني أسد ومنهم " ذو قَيفَان الذي قتله عمرو بن معدي كرب، وفيه يقول شعرا:
وسيفٌ لابن قَيفَان عِنْدِي ... تَخَيَّره الفَتَى مِن قوم عاد
واسم ذي القفان شراحبيل بن ذي القيفان واسمه شرحبيل بن علقمة بن شرحبيل بن عَلَس وهو ذو جدن بن الحارث بن زيد بن الغوث الأصغر بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زُرْعة. وهو حمير الأصغر. بن كعب وهو سبأ الأصغر.
وقيفان: فَعلاَن من القَفَن. والقَفَن: دخول الرأس في العنق والصدر. ورجل قَفِن. وامرأة قَفِنة، والأسم القَفَن.
وجَدَن: موضع، واشتقاقه فيما أرى أنه مقلوب من قولهم أرض جَنْدٌ وأرض جَدَن، وهي الغليظة المتراكبة.. .
ومن قبائل حمير الخبائر ونعيمة والسَّجول، بطون في ذي الكِلاَع. والخبائر يكون اشتقاقه من قولهم: أرض خَبِرة، وأرض خَبرا، وهو: القاع الذي ينبت فيه السَّدر، والجمع خبروات وناقه خبرة إذا كانت غزيرة والخبيرة والمزادة العظيمة. والخَبار: الأرض ذات الأحجار والجِفَار ومن أمثالهم من تجنب الخبار أمن العثار. والخبير الزبد وتخَّبر القومُ بينهم شاة إذا اقتسموا لحمها، وهي الخُبرة والخابور: نَهْرٌ: معروف.