ومنهم بصلة بن عبد الله، الذي قتل هلال بن خطل الأدرمي، يوم فتح مكة، وهو يتعلق بأستار الكعبة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد هدر دمه وقتل احدى قنيتيه اللتين كانتا تغنيان بهجاء النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلمت الأخرى.
ومنهم أبو نصاف واسمه جراد بن عامر، الذي أصاب بسهمه الوليد بن المغيرة المخزومي، فلم يزل جرحه ينتقض عليه حتى قتله فمات. وفي ذلك يقول الجون بن الجون بن عبد العزى بن عمرو الكعبي ثم الخزاعي:
بها أباؤنا وبها ولدنا ... كما أرسى بهيئته ثبير
تنازعني وأنت لعبد سجع ... لئيم البيت نجدته قصير
أكلب الجن ينبح كلب أنس ... فذاك لعمرك العجب الكبير
فإن دم الوليد أطلانا ... نطل دما وأنت له خفير
رماه الفاتك الهبري سهما ... زعافا وهو ممتلئ بهير
فخر لبطن مكة مخلعبا ... كما يهوى على الثفن البعير
فليس لنا بنا غلق إذا ما ... تاوبنا لحاجته الفقير
ومنهم ولد أقصى بن خزاعة، أبو برزة الأسلمي، وقد اختلفت في اسمه واسم أبيه. فمنهم من ذكر أن اسمه عبد الله بن جبلة. ومنهم من قال: عبد الله بن بصلة، ويقال بصلة بن عبيد، ويقال هلال بن عويم.
ومن موالي خزاعة عبد الرحمن بن بري، الذي يروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وعن غيره.
ومن قبائل خزاعة عققاف.
ومن ولد أسلم بن أقصى بن حارثة، أبو الشيص، واسمه محمد بن رزين بن سليمان بن تميم، وشهد القادسية بن نهش، وشهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ابن نهش بن حراش بن خلف بن دعيل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أقصى.
ومنهم ابن أخته، دعيل بن علي بن رزين الخزاعي، ودعبل: هو العظيم الخلق. قال الكلبي: قرأت على قبر دعبل بالسوس شعرا:
أعد لله يوم نلقاه ... دعبل لا اله الا هو
يقولها مخلصا عساه ... بها في القيامة يرحمه الله
الله مولاه والرسول ومن ... بعدهما فالوصي مولاه
ومنهم كثّير عزة بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن عويم بن مخلد، وجده أبو امامه الأثيم بن خالد بن عبيد، وهو أبو جمعه، واليه ينسب كثير عزة. وكان كثير شيعيا ممن يؤمن بالرجعة، وشعره كثير، وقصائده في عزة مشهورة، وكثّير: تصغير كثير، والكثير ضد القليل، والكثر الجمار. ومنه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا قطع في ثمر ولا كثر. وعدد كثار أي كثر. وكثر بنو فلان بني فلان، ان كانوا أكثر منهم، واشتقاق الكوثر من الكثرة، والواو زيادة. ويقال عدد كثر في معنى كثير.
[نسب عمران بن عمرو مزيقيا وانتشار ولده]
فأما عمران، ويسمى عمران الوّضاح بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن زاد الراكب، وهو غسان بن الأزد، فولد رجلين: الأسد بن عمران، والحجر بن عمران.
[١ - الأسد بن عمران وولده]
فولد الأسد بن عمران ستة رهط: العتيك بن الأسد، وسهيل بن الأسد، ومالك بن الأسد، وأبا وائل بن الأسد، والحارث بن الأسد، وثعلبة بن الأسد. وأمهم هند بنت سامة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وكان سبب ميلاد هند بنت سامة للعتيك بن الأسد وأخوته، أن سامة بن لؤي، لما أراد الخروج من مكة إلى عمان اجتمع اليه وجوه قومه وكرهوا عليه الخروج، فقال لهم: ماتخافون عليّ. فقالوا: نخاف عليك أن تجاوز دليلا، أو تزوج لئيما. فقال: إئمنا من الخصلتين. فخرج حتى نزل توام وجاور بها حمام بن عبد بن رفد بن شبانه بن مالك بن مالك، وانتجعه وجوه الأزد، وغيرهم من نزار، ممن كان بتوام وعمان بن عبد القيس يسلمون عليه ويخطبون اليه ابنته هند بنت سامة، وهو يردهم، حتى ورد عليه عمران بن عمرو بن عامر، في جماعة من وجوه الأزد، فتعرف اليه بقومه من الحجاز، وقال هذان بنو حجر والأسد فزّوج أيهما شئت، فزوج الأسد، فولدت هند منه غلاما سماه العتيك، وكتب إلى سامة إلى مكة بهذه الأبيات: