والموازع ضحيان بن مازعة جاهلي، وفيهم بخراسان محمد بن مثنى، وكان رأس الأزد، وكان فارسا شديدا، وفي بني حديد أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن جشم بن الحسن بن حمادي بن جرو بن واسع بن وهد بن سلمة بن جشم بن ظالم بن جشم بن حاضر بن ظالم بن فراهيد بن مالك بن فهم، الشاعر النسابة، صاحب كتاب الجمهرة، وله مصنفات كتب عدة وهو الخطيب المذكور، والشاعر المشهور، الفصيح الذي تقف عن كلامه البلغاء وتعجز عن آدابه الأدباء، وتستعير منه الفصحاء، وتستعين بكلامه الخطباء، وهو خطيب في شعره، مصقع في خطبه، وقدوة في أدبه، وحكيم في نثره، لا زيادة عليه في فنون العلوم والآداب.
ووجدت في نسخة في نسب ابن دريد اختلافا. قال: هو أبو بكر محمد ابن الحسن بن دريد بن عتاهية بن جشم بن الحسن بن حمادي بن جرو بن واسع بن سلمة بن جشم بن حاضر بن جشم بن ظالم بن اسد بن عدي بن عمرو بن فهم. وحدثني رجل من فارس من أهل شيراز، قال حضرت جنازة ابن دريد، فلما تفرع من دفنه حتى جئ بجمال فدفن إلى جنبه، فعجب الناس وقالوا: من إلى جنب من، فحضرتني هذه الابيات فقلت:
مضى الشح في اثارد ... أمرئ القيس بن حجر ودغفل
وراح على آثاره الع ... م الضيف في أثر شمال
ثوى ابن دريد مسه وثوى به ... كما قيل قف يوما بهم وتامل
ثوى حثوتين هذه لحجائه ... وهذا لمر ويك حول
قال العتكي: دخلت على أبي بكر بن دريد قبل موته فسمعته يقول: ولدت يوم الجمعة في أحد الربيعين سنة خمس وعشرين ومائتين. وتوفي لأثنتي عشرة ليلة خلت من شعبان سنة احدى وعشرين وثلاثمائة، وصلى عليه رجل من الأنصار يقال من بني هاشم. ودفن في مقبرة الحيران بمدينة السلام.
ومن فراهيد، ثم من أهل عمان؛قيل ابن دريد أبو عبد الرحمن الخليلي بن أحمد الفراهيدي. وكان خرج إلى البصرة، وأقام بها، فنسب اليها. وهو صاحب العين، الذي هو إمام الكتب في اللغة، وما سبقه إلى تأليف مثله أحد، واليه يتحاكم أهل العلم والأدب فيما يختلفون فيه إليه من اللغويين، فيرضون به ويسلمون اليه. وهو صاحب كتاب النحو، واليه ينسب، وهو أول من بوبه، وأوضحه، ورتبه، وشرحه. وهو صاحب كتاب العروض في النقط والشكل، والناس تبعُ له، وله فضيلة السبق إليه والتقدم فيه.
ومن فرهيد، المبرد النحوي. وهو أبو العباس أحمد بن محمد بن يزيد ابن عبد الأكبر الفراهيدي. ويقال الثمالي، من ثمالة زواسم ثمالة عوف بن اسلم بن احجن بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر ابن الأزد. وهو صاحب كتاب المقتضب في النحو وما سبقه احد إلى تأليفه، واليه يتحاكم أهل النحو فيما يختلفون فيه من النحو.
ومن فراهيد، بلج بن عقبة الشاري، صاحب المختار بن عوف الشاري وكان المختار من سلينمة. ومنهم الربيع بن حبيب بن عمرو، وهو احد العلماء الأربعة الذين حملوا العلم، ونقلوا به من البصرة إلى عمان. وهو الربيع بن حبيب بن عمرو الفراهيدي، وكان يسكن في البصرة بموضع يسمى الخريبة، ومنير بن نير الريامي، وبشير بن المنذر النزواني، ومحمد بن المعلا الكندي الفحشي من الفحش من جبال كندة.
ومنهم راشد بن عمرو الحديدي بن النعمان بن حمى بن حاضر بن حديد. وولد راشد بن عمرو خمسة نفر: الربيع بن راشد، وبشير بن راشد، والعلاء، ودريح، وأبو ارحى بن راشد، لا عقب له. فولد الربيع بن راشد رجلين: أبا بكر، وعمرو. ولد العلاء بن راشد: ابا درمة، ويسكن ولده اصطخر، وولد بشير حاجب وبحر ابني بشير. وولد دريح بن راشد سليمان، وعمرو، وسكنوا السند فهؤلاء بنو راشد بن عمرو الحديدي. وأما شهاب بن عمرو بن النعمان من ولده منحرس بن بركه، يسكن ولده عمان.
[٥ - عمرو بن مالك بن فهم وولده]
وأما عمرو بن مالك بن فهم، فولد ثمانية رهط: عايد بن عمرو، وهو صليم ومعاوية بن عمرو، وهو قسلمة، ومالك بن عمرو، وعدي بن عمرو، وصجعان بن عمرو، وكلاب بن عمرو، ووائل بن عمرو. فولدصليبم، وهو عايد بن عمرو اشقر واسمه سعد بن عايد ويقال لولده الأشاقر، وراكب بن عايد وثعلبة بن عايد. وولد مالك بن عمرو بن مالك بن فهم ثلاثة رهط: شريك بن مالك وبن مالك، ودهنان بن مالك.