وولد عديبن عمرو بن مالك بن فهم رجلا وهو اسد بن عدي. فولد أسد بن عدي رجلين: حاضر بن أسد، وعدي بن أسد.
فمن صليم بن عايد بن عمرو بن مالك بن فهم، كان منهم سبيعة بن غزال الصليمي وغنم، وسيدهم، وهو الذي خرج إلى المدينة في أزد سبأ أهل دبا، وخرج عنده المعلى بن سعد الخماصي، والحارث بن كليب الحديدي، في وجوه اصحابهم، وقد اتينا بقصتهم.
ومن بني قسملة نوهو معاوية بن عمرو بن مالك بن فهم زوقبائل القسامل كلها منهم: أبو بكر محمد بن بكر القسملي، صاحب كتاب الايضاح عن الأغفال نوكان فقيها عالما بأنساب العرب، وأيامها.
ومن بني أشقر، وهو سعد بن عايد بن عمرو بن مالك بن فهم، قبائل الاشاقر كلها منهم كعب بن معدان الأشقري، الخطيب البليغ، الشاعر وأكثر شعره في المهلب وولده لأنه كان معه في حروبه كلها، وهو رسوله بالفتح إلى الحجاج. فقال الحجاج: يا كعب كيف كان محاربة المهلب للقوم؟ فقال: إذا وجد الفرصة سار كما يسير الليث، واذا دهمته الطمحة راغ كما يروغ الثعلب، فاذا مادت القوم صبر الدهر.
الحجاج: كيف كان فيكم؟ قال: كان لنا مثل إشفاق الوالد الحذر، وله منا طاعة الولد البار الحجاج: فكيف أفلتم قطرى بن الفجاءة؟ قال: كاذبا ببعض مالك والاجل احسن جنة وانفذ عدة الحجاج: فكيف اتبعتم عبد ربه وتركتموه.
قال: أثرنا الحد على العد، وكانت سلامة الجنداب الينا من سحب المعد.
الحجاج: اكنت عددت هذا الجواب قبل لقائي؟ قال: لا يعلم الغيب إلا الله.
ومن جيد شعره:
ايا كعب يوشك ان تصيبك فاقة ... فيما تقلب في البلاد وتيفر
ليس التقلب في البلاد مقربا ... اجلا هديت ولا المقيم يعمر
ولقد رايت الشيب يغتال الفتى ... حتى يصير كميت من يكبر
ويصير بعد تجلد وبشاشة ... للطير أو جدث يحط فيقبر
لكفى بذلك عبرة وبصيرة ... فيما خلا لك لو علمت فتنذر
وكفى بما جرت فيما خلا ... لو كنت تعقل في الأمور وتبصر
فصديقنا كالمستكين كما يرى ... مما يرى وعدونا مستبشر
وخلقت فياض الهواجر والضحى ... ينتاب شيبك ذو الغنى والمقتر
كالنيل فجر في الجنان فزانها ... وحفافها الشجر الكريم المثمر
والحزم يجمعه بنانك والندى ... كف يفيض بها واخرى تجبر
فاثنى الصنايع ما تزال سيوبه ... ابدا تروح مع الزمان وتكبر
لا مقصر عما يريد من الندى ... الا ونفسي تستزيد وتنظر
شيخ أعز بدفعه وبرأيه ... عمر العراق وكان ما لا يعمر
أيام فارس والتي من قبلها ... كانت وقائعها أجل وأكبر
فيها مهالك فتحت أبوابها ... كثرت مواردها وطاب المصدر
فيهن نار الحرب توقد بيننا ... والشيخ يغشى هول ذاك ويحشر
فدعا المهلب لا كريهة قومه ... واخو الحفيظة في الكريهة ينفر
فأجاب شيخ لا يزال مشايخا ... وأخو الحروب مشايح ومشمر
فتراه كالمغضى إذا نزلت به ... جربا ليقرعها وان يشذر
والحرب تفزع بالأباة ولينها ... حينا ويهلك من يخف ويبطر
وتراه يرقبها على حذر لها ... والحرب كيد لها من يحذر
حتى إذا ما قلت قد فني القنا ... والخيل فيها ما تنوء وتعثر
برزت ململة تسوق أمامها ... حتف النفوس وردها لا يسكر
والبرق فوق رؤوسنا ورؤوسهم ... تنشق منه لوامع ما تفتر
طارت بأيدي قواطع ... تجدد للقراع فتشهر
من ضربنا ... قطع الصفايح والقنا المتكسر
هذا وكم من غمزة فرجتها ... زالت عجاجتها ووجهك مسفر
قصرت مساعي الناس عن مسعاته ... والمجددون شأنه والمفخر
اعطاك ذاك ولي كل خزانة ... فيه تدافع من تكيد وتنصر
وقال أيضا فيه: