ثم إن جماعة الازد الذين قدموا من عمان، مع أبي جعفر ظالم بن سراق ابن شريح بن أبي العاص، كانوا جند عثمان أبي العاص، لما كان ايام خلافة عثمان، واستعمل على البصرة عبد الله بن عامر، ضمهم اليه بالبصرة، اعنى جماعة الازد الذين من عمان، فقدم بهم من بوح إلى البصرة.
[١ - عمرو بن براق يثأر من تأبط شرا]
ولد حزام بن حذام: بني حرة بن جتنم، وبني نهية، وبني حبس الفتكي. فمن شعرائهم عمرو بن براق يقال البراق وكان مع شعره بطلاً عداء. وكان تأبط شراً غزا قومه، فقتل منهم؛ فحلف عمرو وقال: والله ل غزون وان ظفرنا بتأبط شراً لنقتلّنه. فخرج حتى ورد ارض فهم بن عدوان، فأذا تأبط شراً واخوته قد خرجوا بواد لهم في جبالهم، فرنا عمر ومشاهقه، فلما امسى نزل وطاف بالجبال، وتأبط شرا داخل في الخبا، وهم يشربون فقال تأبط شرا: لقد انكرت من امر هذه الليلة واخاف إن يكون بقربي طالب ثأر عمرو، فأراد بعض اخوته ليخرج من الخبا، فقام تأبط شرا وقال: اقعد فقعد، وتوحش ثانية فقام حليف له مسرعا، وقال: لأعرفن حقيقة الخبر فخرج من مخرج في الخبا فضربه عمرو فقتله، وسمع تأبط شرا الصوت فخرج ولا سلاح معه فضربه عمرو مامونة فصاح تأبط شرا بأخوته دونكم الرجل، فعدا عمرو وعدا خلفه ثفاتهم فرجعوا إلى تأبط شرا فكروا جرحه وعصبوه، فلم يزل كذلك حتى برئ.
ثم إن تأبط شرا لقي عمرو بن براق، بعد ذلك، فقال له: يا عمرو انت الذي ضربتني وقتلت حليفي. قال: نعم، ولا معذرة اليه. وكان مع تأبط شرا جماعة، وكان عمرو لوحده. فقال له تأبط شرا: فما ترى؟ قال: ارى الذي تراه. واحب الامور الي المناصفة، ولا نصفة عندك. فقال له: وما المناصفة التي هي احب اليك؟ قال: إن تبرز لي وحدك، فأبرز لك، ويموت اعجزنا. قال: ذلك لك فأبرز. قال عمرو: فأني لا بأصحابي ولا أنت صحابك. قال: فكيف تحب؟ فقال إن تعدو فأعدو إلى اصحابي، وتعدو بأصحابك معك واحد لك الحلايد ثم ابعدوا اصحابك بعدنا عنهم نازلتك لا ان لحقتني قبل فذاك، قال: قد انصفت فاعد فاعدو واتبعه تابط شرا وادام عمرو العدو وجعل يزداد نشاطا على طول الامد، وجعل اصحاب تأبط شرا خلفه. فعند ذلك صاح به عمرو، يا ثابت أفيك مسكنة لنزال، فأنازلك، ام تحب الراحة فأمهلك فقال له ثابت: لا راحة بعد دون المجتلد، فعطف عليه عمرو فضربه بسيفه ضربة منكرة فنبا عنه السيف، واذا به علا يحف لحمه على عظمه حتى يصير اشد من الحديد ولا تحيك فيه السيوف، ولا تكلمه الصخور.
وبذلك كان يقول على الجد والسير في البر والبحر والحزن والوعرة فلما رأى عمرو سلاحه لا يحيك فيه ترك الاشتغال بسيفه وانكشف عنه فرجع تأبط شرا ناقضا. ففي ذلك يقول عمرو بن مروان الاصمعي، فمن غريب قصائده التي قل مثلها:
عرفت الديار توهما فاعتادها ... من بعد ما شمل البلاد ابلادها
[٢ - امر عدي بن الرقاع وجرير]
وماجاء عن النبي) في معنى الرقاع قال أبو عبيدة: دخل جرير على الوليد بن عبد الملك، وعنده عدي بن الرقاع. فقال له الوليد: اتعرف هذا؟ قال: هذا ابن الرقاع. قال جرير فشر الثياب الرقاع. قال: فممن هو؟ قال: من عاملة. قال افمن الذين قال الله عز وجل (عاملة ناصبة (.قال: فقال الوليد: يا ابن اللخنا ليركبنك فقد اسن واكبر، وانه لحقيق بأن السرقة يا غلام على باكاف ولجام. فقام اليه عمرو بن الوليد يستعفيه فأعفاه. وقال: والله يا ابن اللخنا لئن هجوته لأقتلنك.
وفي الحديث عن النبي) انه قال لسعد بن معاذ في حكمه في بني قريظة: لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة.
والرقيعي: منسوب إلى رجل من بني تميم اسمه رقيع. قال الراجز:
رقيع هل لها من مغبوه
[٣ - امر أبي امامة في التحكيم بين الهذلي والاسدي]
ومن بني سعد بنو موهنة وبنو سنبس، فعن سنبس كان رئيسا واسر عدي بن حاتم يوم اغارت بنو سنبس على شعيب بن ربيع بن مسعود وهم من بني عليم. وقال له أما انت واسر الاشراف؟ ومن عليه من غير فداء.
ومن بني سعد ابن عوض الشاعر، ومن قبائل عاملة وكلان ورجمال وطيسمان. ومن رجالهم ثعلبة بن محدم بن عمرو الاحدم. وولي الاردن وكان فارسا.