قال كعب: وباد جرهم الأول وذريته، ولم يكونوا من ولد نوح عليه السلام، ومنه صار اللسان العربي في ولد إرم بن سام بن نوح دون غيرهم، لأنه جدهم لأمهم وجُرهم بن قحطان هو جُرهم الأصغر، وإنما سمي باسمه لأنه جدّهم من قبل الأم، وكان لسان جرهم الأصغر عربيا، لأنه من ولد قحطان، ثم ولد عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح. وبقي اللسان السرياني في ولد أرفخشذ بن سام بن نوح. وليسوا من ولد إرم بن سام بن نوح عليه السلام.
[ذكر ما جاء في الأنساب وما اختلف فيه الالنساب]
روُي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أنتسب إلى مَعَد بن عدنان أمسك، ثم يقول: كذَبَ النَّسابون. وقؤأ صلى الله عليه وسلم) وقُروَناً بَينَ ذلك كثيرا (وقال عُمر بن الخطاب رضي الله عنه: إني لأنتسب إلى معد بن عدنان، وما بعده لا أدري ماهو.
وروي عن ابن مسعود أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بَلَغ النَّسب إلى مَعدّ بن عدنان ويَعرُب بن قحطان كفّض عما فوق ذلك ولم ينسب وروي عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب مثله.
وعن سليمان بن أبي خثيمة قال: ما وجدنا في علم عالم ولا شعر شاعر أحداً يَعرف مَعَد بن عدنان ويَعرَب بن قحطان.
وعن ابن لهيعة عن عائشة قالت: كذَبَ النَسَّابون، ما وجدنا أحداً يعرف ما وراء مَعدَ بن عدنان بن قحطان إلا تَّخرص. وكان ابن مسعود إذا قرأه) كَدَأبِ عادٍ وثَمَوُدَ وَالَّذين مِن بَعدِهم قال كَذَب النَّسابون قال: ولقي الحسن بن علي دَغفل النَّسَّابة فقال له: أنت الذي تنسب الناس إلى آدم! ! فكيف تصنع بقوله) وَقُرُناً بين ذلك كثيراً (.
واختلف النسابون في النسب بين عدنان واسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، فأما نسب إبراهيم إلى آدم صلوات الله عليهما مذكور فيها نسبهم ومبلغ أعمارهم في الانتهاء في النسب إلى عَدنَان وقَحطان، وما وراء ذلك فأسماء أخذت. وقال بعض العلماء بالأنساب إلى ما فَوقَ قحطان وعدنان طلب غاية قصوى.
ومرام مختلفة لا تؤتي. إذا الاختلاف في الأنساب كثير، والتوصل إلى معرفة ذلك لا يصح لكثرة ماهم عليه من الاختلاف، غير أن اليمانية يحتجُّون بأشعار أوائلهم الجاهلية وأخبار ملوكهم العادية ومآثرهم العِدملية يتعلقون بصحة ذلك عندهم، ويتوارثون إحياء أنسابهم بدلائل وأشعار وأخبار، وملوك بعد ملوك. وكابر بعد كابر. وقد أختلف الناسُ في نسب عدنان، فقال بعضهم: من ولد نبت بن إسماعيل بن إبراهيم، وقال بعضهم، هو من ولد قيدر بن إسماعيل بن إبراهيم، وكان نبت بن إسماعيل أكبر من قيدر، وهو بكرُ إسماعيل، وولي البيت بعده.
فأول ما بدأ به من معرفة الأنساب ذكر شجرة الأنساب، الممثلة في هذا الكتاب، التي هي معرفة أنساب قبائل العرب، وبيان الأقرب من ذلك والأبعد، ومعرفة اجتماعهم وافتراقهم، ثم أبدأ بعد ذلك من الأخبار وشواهد الأشعار، وما حشوته من اشتقاق أسماء قبائلهم ورجالهم، وذكر أخبارهم وأيامهم إن شاء الله تعالى.
وأدخل في هؤلاء منهم التبايعة، وأول التبايعة الرائيش وهو الحارث بن شدد بن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر، وهو كعب بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جُشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن أيمن بن الهَمَيسع بن حمير بن سبأ الأكبر بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
وقال عبيد بن شربة: بل هو الحارث بن شَدَد بن الملطاط بن عمر ذي أنس بن قدم بن الضرار بن عبد شمس بن وائل بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهَيمْسَع بن حمير بن سبأ الأكبر. والتبابعة كلهم من ولده، وآخر التبابعة حَسَان. وهو تبع الأصغر - بن عمرو بن حَسَان ذي معاهن، ومن تبع الأسعد أبو كرب. وهو تبع الأوسط. بن كليكرب بن تبع ذي الشأن الأقرب عميكرب. وهو تبع الأكبر. بن شمرير عش بن إقرنفش بن أبرهه ذي المنار بن الحارث الرائيش.