قال: وولد جذيمة الابرش بم مالك بن فهم رجلا وهو عوف بن جذيمة لربعة رهط: جهضهم بن عوف، وجرير بن عوف، وانمار بن عوف، وولد انمار بن عوف بن جذيمة رجلا، وهو الجون ابن انمار بن عوف بن جذيمة.
فمن بني الجون بن انمار: فرازة بن عمران بن مالك ب بلال بن حارث اببن زرارة بن الجون بن انمار بن عوف بن جذيمة الابرش بن مالك بن فهم. وكان فرازة قد ولي مظالم البصرة. فقال فيه بعض الشعراء:
ومن المظالم ان تكون على المظالم يا فرازة
ومن بني الجون ابو عمران الجوني، والذي يحدث عنه جماز بم مالك بن فهم، فاما جماز بن مالك بن فهم، فاسمه زياد بن مالك. وملك جماز بن مالك هذا مائة وعشرين سنة. وكان ملكه عل معد وطوائف من اليمن. وهو الذي ذذكره الله تعالى في القرآن، وصف جنته فقال تعالى:) فقال لصاحببه وهو يحاوره (إلى قوله تعالى:) أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا واحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما انفق فيها وهي خاوية على عروشها (فخرب الله جنته بكفره. وهو الذي يقول فيه العرب لانت اكفر من جماز.
قال: ولم يملك العرب قط ملكا كان اعظم كبرا ولا اقتل لمعد منه كان اذذا راى رجلا في معد دهينا حلق راسه، واذا رآه جميلا ضرب وجهه فاذا رآه متكلما هشم فاه. وكان هذا دأبه في معد.
وكان ملكه من بلاد العالية إلى جانب ايلة من الشام، فصار كفره في الناس حيث يقال: لانت اكفر من جماز. ولم تستطع معد ان تخرج من سلطانه. فسار جماعة من عدوان فدعى المستنير بن عمرو، ويقال المستحير بن عمرو الىى جماعة الازد إلى ما سأل واراد. وأنشأ يقول هذا الشعر:
إلى الله اشكو لا إلى الناس ... بوائق جاءت من جماز بن مالك
فيا معشر الازد الذين هم هم ... خيار عباد الله ترضون ذلك
لكم شيمة لم يعطها الله غيركم ... وحاجة احلام واصل مرابك
قهرتم معدا غثها وسمينها ... ملوكا لهم والقوم تحت السنابك
وكنتم خيار الناس ملكا وقدرة ... فكي فبهذا بينكم شر مالك
ثم ان العدوني اقام بعمان مع الازد في جوارهم، وخاف ان يرجعع إلى بلاده فيبلغ جمازا امره انه شكاه إلى اخوته وقومه من الازد فيعابه. فمولده اليوم في الازد.
[هنة بن مالك بن فهم وولده]
وولده فأما هناة بن مالك بن فهم سيرة واكملهم رأيا وجودهم مروءة. وكان من ولد مالك ما لهناة من هذه الخصال.
فملك هناة بعد ابيه وقام بتدبير الامر وسياسة الملك إلى ان مات وولد ثلاثة نفر: اسلم بن هناة، وجهمن بن هناة، وصائد بن هناة.
فمن بني هنة: عقبة بن اسلم بن نافع بن هلال بن ضهيان بن هراب ابن عائد بن اجود بن اسلم بن هناة بن مالك بن فهم. ومنه جناح بن عبادة بن قيس بن عمرو الهنائي، وهو اخو عقبة بن اسلم الهنائي لامه. وكان جناح بن عبادة قد قام في شهر رمضان، سنة سبع ومائة إلى عمان عاملا علها لابي جعفر المنصور.
وجناح بن عبادة الهنائي، وهو صاحب المسجد المعروف بمسجد جناح. وهو الذي داهن الاباضة واعانهم حتى صارت الولاية الاباضية بعمان. والوالي بها لبني العباس يومئذ محمد بن جناح بعد ابيه جناح بن عبادة الهنائي.
واشرف بني هاة بن مالك كثير ورأس الازد مهم بالبصرة وعمان وخرااسان رؤساء عدة، وكان منهم ثمانية عرفاء بنو بكر اسلم بن هناة عرافة وبنو كليب وتميم عرافة، بنو اسهم بل مجارب عرافة، وبنو عايد بن جرير بن اسلم بن هناة عرافة، وبنو عقبان بن بشير عرافة، وهذه عرائف بني جرير بن اسلم بن هناة عرافة، وبنو عقبان بن بشير عرافة، فهذه عرائف بني هناة.
كان منهم سهم بن معدان، قد رأس الازد، ثم سار بعده الحكم بن تعيب الهنائي. وفيهم بخراسان شدة كثيرة.