وسوف نورد ذلك وما جاء من الأختلاف في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله.
فافترقت قبائل اليمن من حِمير وكَهلان، ودخل وُلد صَيفِي بن سبأ في حِمير، وقيل لبقّيتهم السبويون - لا نسب لهم في ذلك.
وكان سبأ بن يشجب ابن يَعرُب بن قحطان. لما كبر سنُّه وضعف جسمُه حين أتى عليه من طول العمر رأى ردَّ الملك إلى ولديه حِمير وكهلان ابني سبأ وأن يقسّم بينهما ذلك في حياته، فجعل سياسة المُلك ومعاناة الجنود لحِمير وجعل أعنَّة الخيل وَبَعثها وحَبسها ومُلك الأطراف والثّثغور لكهلان، وأمَرَ حِمير بالرجوع في كلّ أمره ورأيه إلى كهلان، وأمره بالطاعة له فكانا على ذلك، ولم يزل كذلك أولادهما وأولادهما إلى أن أذن الله بخراب الجنَّتين ماأرض مأرب، فعند ذلك تَفرَّق بنُو كهلان في البلاد وسكنوها، وكان جُمهور بني كهلان، ملوكهم بجَّنتي مأرب. وهم فيما ولد الأزدُ بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يَعرُب بن قحطان. وكان إخوتهم من بني كهلان مثل كِندة ومَذحِج وطّئ وهَمدَان وغيرهم من بني كهلان يسكنون الأطراف. وكانوا وُلاة وعُمَّالاً لولد الأزد.
وكانت التبايعةُ من حِمير والمُلوكُ من كهلان وهذا الأسم، أعني تُبعاً هو اسم لكل من مَلَك من ولد حمير هذا المكان من أرض، كما أن كل ملك من العجم وصارت إليه المملكة سُمِّي كِسرى، وكذلك في الروم قيصر ملكها الأعظم، والصين ملكها الأعظم يقال له نقفور - وفي نسخة يعبور، والهند يقال لملكهم بلهرا، والسند يقال لملكهم خَاقان ومن ملك جبال خراسان يقال له الشاه. وهذه الأسماء للملوك الذين لا نظير لهم في أزمتهم كما يقال للملك الأعظم في الإسلام اليوم الخليفة وأمير المؤمنين.
فأما التبايعة الذين ملكوا البلاد واستولوا على ملكها وكانوا سبعة تَبَايع سوى غيرهم ممن كان أصغر منهم في الملك من التَّبايع، وملوك حمير الذين ملكوا من بعدهم.
فأول التَّبابع الرايش، وأسمه الحارث، ثم ابنه أبرهة ذو المنار ثم ابنه أفرِيقش بن أبرهة، ثم شمر برعش ثم تُبَّع الأقرن عميكرب، ثم ابنه تُبَّع الأكبر وهو ذو الشأن، ثم تبع الأوسط وهو أسعد أبو كرب بن كليكرب. وهو الذي انقادت إليه ملوك الأرض، وهزم ملوك العجم، وقتلهم واستباح بلادهم وأرضهم، وكسا بيت الله الحرام، وسار في الظلمات، فهؤلاء سبعة تبابع سوى من ملك قبلهم من ولد قَحطان وحِمير بن سبأ، ومن كان بعدهم من التَّبابع والملوك من ولد حِمير إلى أن أتى الله بالإسلام وسوف أذكرهم وأشرح من شأنهم وأخبارهم من بعد أن أذكر أنسابهم وانتشارهم على أثر هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
أنساب حِمير بن سبأ
فأما حِمير بن سبأ بن يشجب بن يَعرُب بن قحطان واسمه عَرَنجَحَ. وهذه الأسماء قد أميتت الأفعال التي اشتقت منها. وزعم أهل اللغة أنه سمى حِمير لأنه كان يلبس حلّة حمراء. وهذا لا أدري ماهو.
فولد حِميرُ بنُ سبأ الهَميسَعَ، ومنه كانت الملوك والتَّبابع، ومالكاً وعَوفاً وسَعدا وُوُاثلة، وعمرا.
فمن بني سعد بن حِمير أسلف وأسلم. وولد عمرو بن الحارث ب نعمرو آل ذي رُعَين.
وولد مالك بن حمير قضاعة بن مالك بن حِمير.
قال ابن قتيبة: فولد واثلة بن حمير السكاسك من كِندة وأعدادهم في واثلة بن حِمير.
قال المنذر هشام بن محمد الكلبي. فشعوب حمير الهَمَيسَع ومالك بن حمير، فقبائل الهَمَيسع ومالك بن حِمير، فقبائل الهَمَيسع الحميم بن الهَمَيسع وهم في همدان. وأيمن بن الهَمَيسع وفيه عدد حِمير. وشعوب أيمن عريب بن زهير بن أيمن بن الهَمَيسع بن حمير وابين بن زهير بن إيمن بن الهَمَيسع، ووائل بن الغوث بن أيمن، وثعلبان، وقبيل بن الغوث ابن أيمن. وجُرهم قبيل بن الغوث بنأيمن. وبأبين سُميت عدن أبين.
منهم بنو قطن بن عريب، وعريب قد مرَّ تَفسيره فقبيل عريب بن زهير بن أيمن كقبيل عَريب بن حَبلان بن عريب ونهشل بن عريب قبيل. ورجع بن عريب قبيل.
) قبائل الغوث بن قطن بن عريب بن زهير (