ومنهم مِخوش ومشرح وجمد وأبضعة والعَمَّردة أولاد معدى بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية حجر بن الفرد والفرد كلامهم: الجواد - بن الحارث بن بن معاوية ابن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مُرتع بن معاوية بن كندة بن ثور بن مُرتع. ومِخوش مِفعل من خاش يخوش خوشا. وفي نسخة مخوس من خاس يخوس خوسا ومشرح مِفعل من الشَّرح وجمد مشتق من الصُّلب الشديد، والجمد الصَّلابة من الأرض والغلظ، والجمع أجماد، وجمد يجمدجُموداً وغيره، وهو في الماء أكثر.
وستة جَمَادٌ: لا مطر فيها، وناقة جماد: لا لين لها، والجامد: حمل أرضين في وزن خاتم وسميت جُمادي لجمود الماء فيها، لأنها وافقت الأيام، أياما فسميت الشهور بها وأبضعه: أفعله إما من بضعت اللَّحم بضعا، وإما من قولهم: الخَضعة والبضعة فالخضعة السيُّوف؟ السياط، ويقال تتبضع جلدُه إذا تفطر قال الشاعر: إلا الحميم فإنه يتبضع.
وروي الخليل: " يتبصّع " بالصاد غير معجمة: أي يرشح. وبُضع نكاحها. وباضع: موضع والبضيع: جزيرة تنقطع من الأرض في البحر ف والبضاعة من المال كأنها قطعة منه. وبُضيع: موضع وكلُّ حديدةٍ شوطت: مِبضع.
وكانت لهذه الأخوة أودية يملكونها فسموا الملوك الأربعة، وقد كانوا على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتدوا في وقت الردة، فقتلوا أختهم العمردة. وأبضعة من معدى كرب هو أول من وقف به النبي صلى الله عليه وسلم حين أمره الله عز وجل أن يعرض نفسه على القبائل فلم يُجبه، فانصرف عنه إلى أحياء ربيعة. ومنهم شرحة بن مشرح بن معدى كرب بن وليعة: وهي جدَّة علي بن عبد الله بن عبد المطلب، وفيها يقول علي بن عبد الله حين دخل مسلم بن عُقبة المُزني - وهو الذي يسمى مشرفا - المدينة يعترض أهلها، يأخذهم بالبيعة ليزيد بن معاوية فقال:
أبي العباسُ قرمُ بني قصي ... وأخوالي الملوك بنو وليعتة
هم منعوا ذمارا يوم جاءت ... كتائب مشرف وبني اللكيعة
أراد بي التي عِزَّ فيها ... فحالت دونه أيد منيعة
وكان مسلم بن عُقبة - هذا الذي يسمى مشرفا - قد وجَّهه يزيد بن معاوية إلى المدينة ليعترض أهلها من المهاجرين والأنصار وأبناءهم، فلقوه بالحرة فقتلهم وهزمهم، ثم أخذ الباقين منهم بالبيعة ليزيد بن معاوية على أنهم عبيد أقنان، فبايعت قريش على هذا الشرط، والناس كلهم ما خلا علي بن عبد الله بن العباس، وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. فاما علي بن الحسين فاعفوه. واما علي بن عبد الله بن العباس فمنعه الحُصين بن نُمير السكوني ثم الكندي. وكان الحصين من قواد عسكر يزيد بن معاوية يومئذ وسيد أهل الشام فقال: والله لا يبايع ابن أختنا على هذا الشرط، ولكنه يبايع على أنه ابن عم المؤمنين. فقال له مسلم بن عقبة: أخلعت يديك من الطاعة؟ فقال له الحصين أما فيه فنعم. وكان الحصين بن نُمير يومئذ سيد أهل الشام وصاحب رأيها، وفي هذه القصة يقول دِعِبل بن علي الخزاعي شعرا:
ويوم الحرة السودا منعنا ... هناك ابن اختنا من أن يدينا
فجلت كِندة الأسلاك فيها ... سحائب عن وجوه الهاشمينا
فآب به الحُصين بلا جزاء ... فإن يشكر فنحن المنعمونا
يعني ما صنع بعلي بن عبد الله بن العباس، ومن رحفهم شُرحبيل ابن السِّماء بن حُجر بن النعمان بن عمرو بن عُرجفة بن امرئ القيس بن الحارث بن معاوية بن ذهل بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة، وكان شرحبيل بن السِّمط هذا أدرك الإسلام، وأدرك القادسية، ومن كندة شراحيل بن حسنة، واسم أبيه عبد الله بن المطاع بن عمرو بن حُجر، وحسنة أمهُ مولاة معمر بن حبيب بن وهب بن حذاقة بن جمع، غلبت على أسم أبيه، وقد حضر فتح مكة وله بها خطبة.
[قبائل بني الحارث الأصغر بن معاوية]
ومن كِندة ثُم من بني الحارث الأصغر بن معاوية الأكرمين بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة - وهو ثور بن مُرتع.