وذكر أن عمر سأله عن مبلغ قدره باليمن قال: تَغَّيبْتُ عن أهل مملكتي أربعين لا يروني فيهن، ثم أشرفت فسجد لي أكثرُ من أربعين ألْف جمجمة. وقال له عمر: بلغني عنك أن معك قدر أربعة آلاف، أو قدر أربعين ألف بيت تنوي من مصْر مماليك، فهل لك أن تَعْقَتقَهم وأعْطِيَك لكلَّ بيت أربعمائة درهم، تنوي بذلك وجه الله، أكتب لك بِثُلُثِ أثمانهم إلى العراق؟ قال: أو تفعل ذلك؟ قال: نعم. قال: قد أخذتم منك بذلك قال: وأرى رأيي، ثم عاد فقال: يا أمير المؤمنين أُشْهِدُك أني قد أعتقتهم لوجه الله تعالى. فقتل ذو الكلاع هذا يوم صفيّن مع معاوية. وفي ذلك يقول شاعر العراق من أصحاب علي بن أبي طالب.
فإن تقتلوا الصقر بن عمرو بن محصن ... قتلنا ذا الكَلاَع وحَوْشَبَا
وحوشب ذو ظليم أيضا. والحوشب عَظْم في باطن الحافر يتصل بالرسغ. والحوشب أيضا لقصير الضخم من الرجال والجمع حواشب.
وعلى ذي الكلاع تَكَلَّعت قبائل حِمْير فتكلع حجلان ابن مُثّوب بن عَرِيب، والأسروع بن مُثَوبّ بن عّريب، ورحم بن عَريب الأصغر بن حيلان بن عريب، وذو كليل بن عَريب الأكبر بن زهير بن أنس كلهم في ذي الكلاع، والتكلع التجمع. وفي نسخة: التكلّع: التحالف في لغتهم. وميثم بن سعد بن عوف بن عَدِي بن مالك بن زيد بن سدد بن سبأ الأصغر. تكلع منهم كعب الأحبار بن ماتع بن هيسوع ابن ذي هجري بن يمسي بن ميثم بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك ابن زيد بن سدد بن سبأ الأصغر. والسموءل بن سوادة بن عمرو بن سعد بن عوف تكلع. وريمان وغزوان ونفران بنو جُشَم بن عبد شمس ابن وائل بن الغوث الأكبر بن أيْمن بن الهميسع بن حمير تكلَّعُوا.
قال أبو المنذر: لما هاجر ذو الكلاع سُّميَفع بن ناكور، هاجر معه ثمانية آلاف عبد، فخلفوا بالشام معه فانتسبوا في حمير، ودخلوا في نسبه.
ودعمى بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن شدد ابن سبأ الأصغر، وزيد بن الغوث بن سعد. فولد دعمى حِمام ونَكَالفتكلَّعا. ومنهم النُّميري نمران بن مثيم بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن سبأ الأصغر دخل في ربيعة، وله يقول تبع:
ذهبَت قاسطٌ بنمران مِنا ... بئس خلق الكريم خلق الإباق
لستُ بالتُّبع اليماني إن لَم ... تصبحُ الخيل في سوادِ العراقِ
أو تؤدي ربيعة التمر قَسرا ... أو تعقني عَوَائِق المعتاق
وإنهم لفي ولد الهُمَيسَع بن حمير. وقال الجاحظ: هو الرائش، واسمه الحارث بن قيس بن صيفي بن سبأ بن يَشجُب بن يَعرُب بن قحطان وهو أول ملوك اليمن بعد الضحاك بن قيس بن صيفي بن سبأ بن يشجب يعرب بن قحطان بن هوذ - وهو عابر بن شالخ بن ارفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام وأن الرائش كان مُلكه باليمن أيام ملك أنو شهر، وأنو شهر من ولد أبرح بن أفريدون بن القنان، وكان أفرِيدُون بن القنان مُلكه بعد الضحاك بن قيس، وكان الضحاك في زمن لإبراهيم الخليل عليه السلام، وقد أتينا بقصته مع نَمروُد بن كنعان وقيل: إن موسى عليه السلام خرج ببني إسرائيل من مصر في سنة ستين من ملك الرائش.
نسب ربيعة بن نَزِار بن مَعَدّ بن عَدنَان
قال بعض أهل النسب: ولد ربيعةُ بن نزار بن معد بن عدنان خمسة عشر ولدا ذُكرَانا وثلاث نسوة، وهم أسد بن ربيعة. وفيه العدد والشرف. وأكلب بن ربيعة.
وضبيعة بن ربيعة، وعامر بن ربيعة وضربة بن ربيعة ونورة وسودة بنت ربيعة وأمهم أسماء بنت الحاف بن قضاعة، وكانت تسمى حام بنت الأسبع، وكلاب بن ربيعة وعوف بن ربيعة، وذيب بن ربيعة، وذويب بن ربيعة، وكُليب بن ربيعة، وأدروب بن ربيعة، وآمر بن ربيعة، وكتبة بن ربيعة، وعمران بن ربيعة، وعائشة بنت ربيعة، ولبنى بنت ربيعة. وأمهم الزّنباع بنت عافق بن السهوك بن رعل بن الذئب بن عدنان ويقال أمهم حربة بنت فيض بن معد بن عدنان.
فأما ضيعة ابن ربيعة فولد الأحمس والحارث ذا القلادة. فمن أحمس جماعة رهط المسيب بن علس الشاعر. ومنهم بنو فهنة ودوقر رهط المتلمي الشاعر، والحارث بن عبد الله بن دوقر الأضجم. وكان سيّد ضُبَيُعة في الحاهلية. ومنهم بنو الكلبة ولهم عدد وجلد، ومنهم بنو شجنة.
نسب بني أسد بن ربيعة بن نزار