وكان من خبر ذلك ان أبا بكر الصديق وجهّ حذيفة بن محصن الفلفاني وهو من بارق حليف للأنصار، وكان له بصر. فوجهه إلى عمان، أميرهم، ليجمع منهم الصدقة. فلما صار في ولد الحارث بن مالك بن فهم، ليصدقهم، تناول بعض اصحابه إمرأة من العفاة، وكان عليها فريضة شاة مسنة، فاعطتهم عتودا أو عناقا مكان الشاة المسنة. فأبوا ان يقبلوها، فأخذوا ما أرادوا. فنادت يا آل مالك. فقال حذيفة: دعوة جاهلية. وخاف ان يكون القوم قد ارتدوا فأغار عليهم فأخذ ناسا منهم، وهم قليل فمضى بهم إلى المدينة.
واتبعه سبيعة بن عراك الصيلمي، والمعلى بن سعد الخمامي، والحارث بن كلثوم الحديديفي اصحابهم. فوفدوا إلى أبي بكر.
فقالوا: يا خليفة رسول الله، إنا على اسلامنا لم ننتقل عنه، ولم نمنع زكاة، ولم ننزع يدا في طاعة، ولم نرجع عن دين، وقد عجل الينا صاحبك وكففنا أيدينا إلى أن آتيناك.
فقال: أصنع بكم ما صنعت بالعرب، إن شئتم خليت المال، وأخذت السبي فعادوا السبي.
فقالوا: على كل أسير أربعمائة وخمسين درهما.
ويقال ان سبيعة بن عراك، خرج إلى أبي بكر الصديق في شق دبا، الذين أخذهم حذيفة بن محصن القلفاني. وكان سبيعة زعيم القوم، والمعلى بن سعد، وكان إسم المعلى ثعلبة، فسماه عمر بن الخطاب المعلى. فقدموا المدينة، وقد مات أبو بكر الصديق، رحمه الله، وقام بأمر الناس عمر بن الخطاب، رضي الله عنه. فكلماه في سبي أهل دبا. وقال المعلى بن سعد الخمامي: يا أمير المؤمنين: ان حذيفة بن محصن تعدى طوره، وعظم في الناس حدثه، ولولا مراقبة أمير المؤمنين لكان شكامه متانا جزاء له عن غيره، واعظا لغيره، ولكن حملنا على مخافة نكله، فنرادف العثرة، وسكنت الحرة ولم نكد.
فقال عمر: يا معلى إن في الحق سعة وكف غربك أولى ان الاسلام سوى بين الناس فرفع الوضيع ورفع الشريف، واعطى كل امرئ قسطه من خيره وشره.
ثم أمر عمر برد السبي. فذلك حيث يقول كعب بن معدان الاشقري، يفخر على يزيد بن حسان الايادي:
في زمان سبيعة بن عراك ... والمعلى إذ يبنيان الفعالا
حين ردا سبي أهل عمان ... اكثر الحل فيه والترحالا
وفيه يقول أيضا:
وما ولد المخاصن كالمعلى ... أخي النجدات ثعلبة بن سعد
" انقضت أنساب وأخبار بني مالك بن فهم ".
[أنساب اخوة بني مالك بن فهم]
[شرح]
[نسب اخوة بني مالك بن فهم من الأزد وشئ من أخبارهم]
مطاعين في حومة الملتقى ... مطاعيم في الأزمة البارية
يداه ندى للعلى انه ... وتلك بسوء الجزاء كافية
ترى الناس من بين راض به ... ومن بين أخرى به راضية
فما جار في تلك عند القضا ... ولا خاش في هذه الثانية
وللخير داع إلى بابه ... وللشر من دجر ناحية
[١ - نسب نصر بن زهران وانتشار ولده]
وولد نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد عثمان بن النضر. فأما عثمان بن نصر بن زهران بن كعب ابن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن بنت بن يزيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، فولد أربعة رهط: عبد الله نوهو الذي يسمى حمى بن عثمان، والنمر بن عثمان، وهم بعمان والحجاز وغالب بن عثمان، وليس بعمان منهم احد، وغانم بن عثمان. فهولاء اربعة رهط.
فولد عبد الله، وهو حمى بن عثمان رجلا واحدا وهو اليصمد بن عبد الله. وولد النمر بن عثمان بن نصر بن زهران اربعة رهط: حفين بن النمر، وبعليم بن النمر، وسليم بن النمر، وأنمار بن النمر. فهؤلاء اربعة.
فولد حفين بن النمر: عامر. فولد عامر حفين بن النمر الأوس، وكنانة، وثور بني عامر. وولد أنمار بن النمر جبيش بن أنمار بن النمر بن عثمان. وولد غالب بن عثمان ثلاثة رهط: غنم بن غالب، جماع قبيل يسمون. وولد غانم بن عثمان بن نصر بن زهران رجلا عمرو بن غانم. فولد عمرو بن غانم رجلا شمس ربن عمرو.
نسب شمس بن عمرو وانتشار ولده