فأما بجيلة بن أنمار بن اراش بن عمرو بن الغوث، فاسمه أقيل وانما بجيلة اسم امرأته فنسب اليها.
فولد بجيلة بن أنمار بن أراش بن عمرو خمسة رهط: عبقر، وصهيبة، والغوث، وخزيمة ووداعة.
فولد عبقر بن بجيلة قشرا واسمه مالك فولد قشر يزيد بن قشر فولد يزيد تسعة رهط وهم سعد مناه وأسعد، وغمغمة، وغمامة واقصى واتبع وافرز وشيبة واقزل وعرينة، وهم سكان شعب جبلة اليوم.
وولد الغوث بن بجيلة ثلاثة رهط وهم: يزيد وأخمش وقبس كبه وكبه فرسه، فولد يزيد بن الغوث بن بجيلة وائلة ومعاوية. فولد وائلة ثلاثة رهط: قذار وذبيان وثعلبة. فولد قذار بن وائلة بن يزيد بن الغوث بن بجيلة عامر منقذ الذهب. وولد ثعلبة بن وائلة سخمه رهط شبل بن معبد. وولد خزيمة بن بجيلة ولان بن خزيمة.
واما قشر فاسمه: مالك بن عبقر بن بجيلةى. فمنهم شق الكاهن صاحب سطيح الكاهن. عُمِّرَ ثلاثمائة سنة، وهو جد خالد بن عبد الله القشري، وهو خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كريرا بن عامر بن عبد الله ابن عبد شمس بن غمغمة بن جرير بن شق بن صعب بن كشكر بن رهم بن أقزل بن يزيد بن قشر بن عبقر بن بجيلة. وكان أخو خالد بن عبد الله القشري، وهو قاتل الوليد بن عبد الملك بن مروان، وقال له الوليد حين أهوى اليه بالسيف: يا ابن سيد العرب لا تقتلني بابيك، فو الله ما قتلت، وما امرت به. قال له يزيد، ما أقتلك إلا بمولاي غزوان، في حديث يطول شرحه. وفي ذلك يقول الأسود مولى خالد بن عبد الله القشري:
تركنا امير المؤمنين بخالد ... مكبا على خيشومه غير ساجد
فإن يقتلوا منا كريما فإننا ... قتلنا أمير المؤمنين بخالد
وان يشغلوا عنا يدانا فإننا ... شغلنا وليدا عن غناء الولائد
وفي ذلك يقول دعبل بن علي الخزاعي:
قتلنا بالفتى القشري منهم ... وليدهم امير المؤمنينا
فخالدا ابن عبد الله منا ... مبارى الريح جاريه جنونا
يحرق في العراق ندا وبأسا ... وانعش من نزار المنعمينا
وكان خالد بن عبد الله القشري يضرب بجوده المثل.
ومن بجيلة ثم من قشر، ابو أراكة، واسمه عامر بن مالك بن عامر بن دينار بن ثعلبة بن عمر بن يشكر بن رهم بن أفزل بن بدر بن قشر بن عبقر بن بجيلة.
[٣ - جرير بن عبد الله البجلي]
ومن بجيلة ثم من قشر، جرير بن عبد الله بن جابر. وهو السليل بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عوف بن خزيمة بن حرب بن مالك بن سعد بن يريد بن عبقر بن بجيلة. وكان جرير بن عبد الله البجلي من أجمل أهل زمانه. وفيه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يطلع عليكم رجل من خير ذي يمن على وجهه مسحة الملك ". وكان إذا رآه قال " جرير يوسف هذه الأمة لحسنه، وكان جرير أحد من يقبل الطعن لطوله، وكانت نعله ذراعا، وجمعت رواة الأخبار ونقلة الآثار ان الرسول صلى الله عليه وسلم بسط رداءه لجرير بن عبد الله البجلي، وقال: " إذا اتاكم كريم قوم فأكرموه "، وروي " كرّامة " قوم فاكرموه، وهذه الهاء للمبالغة كقولهم للرجل نسابة، وعلامة، وجرير بن عبد الله البجلي هو صاحب فتوح العراق في أيام عمر بن الخطاب رحمه الله. وكان لجرير الربع، مما غلب عليه مع سهمه ايضا، المضروب له في الفيء والمغانم، وهو قاتل المرزبان صاحب المدار، وكان المرزبان عظيما من عظماء فارس.