فأما عمرو بن مازن، فمن ولده الخشخاش بن بكر بن عوف بن عمرو بن عدي بن مازن. ومنهم بنو الذيب بن عدي بن حارثة بن عدي بن عمرو بن مازن. كان منهم سطيح الكاهن، واسمه ربيعة بن معاوية بن ذيب بن عدي بن حارثة بن عدي بن عمرو بن مازن بن الأزد، وعاش عمرا طويلا حتى سطح في القطن فسمي سطيحا. وولد في سيل العرم، وأدرك أيام كسرى ابرويز سلمه عن خمود، وروى المريدان، وكان عمره ثلاثمائة سنة. وفي نسخة الذي يتكلم به.
ومنهم بنو شقران بن عمرو بن صريم بن حارثة بن عمرو بن مازن بن الأزد، ولهم أشراف الشأم. وفي بني عمرو بن مازن، بطون، قل ما تعرف الا ما ينسبون إلى القبيل الأكبر.
[ثعلبة بن مازن بن الأزد]
فأما ثعلبة بن مازن بن الأزد، فهو ثعلبة البهلول، وولده أربعة رهط: امرؤ القيس، وعامر وكرز في غسان جميعا. فولد امرؤ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول، فولد حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق ثلاثة رهط وهو: عامر السماء بن حارثة. وعدي بن حارثة. وسمي عامر ماء السماء لأنه عال العرب لما قحطت، وجدبت، سبع سنين، فأقم عليهم ماء السماء وهو الغيث؛ فسمي ماء السماء. فولد عامر ماء السماء رجلان: عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء، وعمران الكاهن بن عامر ماء السماء، وعمران لا عقب له. وانما سمي عمرو مزيقيا لأنه كان يؤتى في كل يوم بحلة فيلبسها، فإذا فارقت العشاء نزعها عن نفسه ومزقها كراهة أن يلبسها غيره، لأنه لا يعيد لبس ثوب غير مرة واحدة.
[١ - نسب عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء وولده]
ولد عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن زاد الركب، وهو غسان أبو الملوك.
وولد عمرو ثلاثة عشر رجلا، وهم: ثعلبة العنقا بن عمرو، وهو أبو الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة العنقا، وانما سمي العنقا لطول عنقه. وجفنة بن عمرو، واليه جماع الملوك وغسّان. وكعب بن عمرو وقاتل الجوع، من ولده السوءل بن عادية بن ربيعة بن رفاعة بن الحارث بن ثعلبة بن كعب قاتل الجوع بن عمرو مزيقيا، الذي يضرب به المثل في الوفاء. وكان السموءل يهوديا، وهو صاحب تيما، وهو سمويل فأعربته العرب، وكذلك حيا وعاديا. والسمءل الأرض السهلة، إذا اشتققته من العرب. وهو أول من عذب بالنار فسمي محروقا.
وخزاعة، واسمه حارثة بن عمرو. وعمران بن عمرو، وهو الذي قتل عامل ملك الروم. وقال خذ من جدع ما أعطاك، فذهب مثلا. وذهل بن عمرو. ومن ولد أساقفة نجران الذين وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو الحارثة بن عمرو، وجمل بن عمرو، وهم في مراد. ووداعة بن عمرو.
ومن ولد عمرو بن عامر، كرد بن عمرو، ونسبهم في اليمن، وقال الشاعر:
لعمرك ما كرد من أبناء فارس ... ولكنه كرد بن عمرو بن عامر
والكرد، بفتح الكاف الكذب، سوق العدد الجملة، يقول: هم بكرد، ونهم كردا وبزرونهم زرا. والكرد أيضاً لغة في القرد، وهو فحتم الرأس في العنق.
[٢ - جفنة بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء]
هو اخر خزاعة، وال العنقا، وال المحرق وكعب. واسمه محرق الحارث بن عمرو، وكان ملكا وتوج. وانما سمي محرق لأنه أول من عذب بالنار.
قال أبو بكر بن دريد: والجفنة، إما من الجفنة المعروفة، وإما من الجفن وهو الكرم. وجفن السيف، وجفن الانسان، معروفان، ومثلا من أمثالهم: عند جفينة الخبر اليقين، وتقول العامة: جهينة، وهو خطأ، ولهذا حديث.
ان جفنة، اسمه حارثة بن غلبة بن عمرو بن عامر ماء السماء. وانما سمي جفنة، لأنه أول من أطعم الطعام في الجفنة، فغلب عليه اسمه، وأكثر القول انه هو جفنة بن عمرو بن عامر. وآل جفنة هم ملوك غسان، وأرباب الشام وملوكها، قد فرقهم سيل العرم، الذي ذكره الله - تعالى - في كتابه؛ وخرجوا من جنتي مأرب يسيرون في الأرض، وكافة قوم من الأزد. وكان كل فرقة منهم دخلت أرضا وبلادا ملكها أولاد جفنة ملوك الشام، وهم رهط الملوك، وآل العنقا وآل محرق. وفيهم يقول حسان بن ثابت الأنصاري:
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
تسود ذرى المال القليل إذا بدت ... مروءة من فينا وان كان معدما