وإنا لنقري الضيف إذا جاءنا طارقا ... من المال ما أمسى صحيحا مسلما
ولدنا بني العنقاء وابني محرق فأكرم بنا خالا وأكرم بنا برما فولد جفنة بن عمرو مزّيقيا ثلاثة رهط: عمرو بن جفنة، ومن ولده كانت ملوك غسان، هكذا عن شرقي بن القطامي الكلبي.
وقال محمد بن سائب الكلبي: سمي مزيقيا، حين مزقهم الله - عز وجل -، وهو قوله - تعالى -:) ومزقناهم كل ممزق (.
والحارث بن جفنة وثعلبة بن جفنة، وهم بنو رايح، وهم في الأنصار.
فولد عمرو بن جفنة، وثعلبة بن عمرو. فولد ثعلبة بن عمرو بن جفنة رجلان: الحارث الأكبر، والأرقم، ابني ثعلبة.
فولد الأرقم بن ثعلبة: مارية ذات القرطين بنت الأرقم بن ثعلبة.
فولد الحارث الأكبر بن ثعلبة: يزيد، وجبلة، ابني الحارث الأكبر. فتزوج جبلة بن الحارث الأكبر بن ثعلبة، مارية بنت الأرقم بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة.
وبني قصم معان، ومن ولده جميع ملوك بني جفنة بعده. وولد الحارث الأعرج، وهو ابن مارية، الذي ذكر حسان بن ثابت في شعره:
أولاد جفنة حول قبر أبيهم ... قبر ابن مارية الكريم المفضل
يغشون حتى ما تهر كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل
بيض الوجوه كريمة أحسابهم ... شم الأنوف من الطراز الأول
فملك الحارث الأعرج بن جبلة بن الحارث الأكبر، ست سنين، وولد له ستة كلهم ملوك، وهم: المنذر وجبله والأيهم وعمرو والمنذر وأبو شمّر، وهو النعمان والحارث الأعرج، وهو الذي قتل المنذر ماء السماء اللخمي، بعد ما قتل المنذر ابنين له غدرا. ثم ملك بعده ابنه المنذر بن الحارث لستّ سنين. وولد له النعمان بن المنذر بن مالك بعده أخوه جبلة بن الحارث الأعرج. وكان منزله الجابية. وولد له الأيهم والحارث والمنذر وشراحيل وعمرو بن جبلة وحيلة. ثم ملك بعده ابنه الأيهم بن جبلة، ثم ابن الحارث الأعرج ثلاث سنين. ثم ملك عمرو بن عمرو. ثم ملك المنذر بن الحارث ست سنين، ولم تبين شيئا. وولد النعمان الأصغر وعمرو والحارث وحجر ثم ملك أبو شمر النعمان بن الحارث الأعرج. واشتد ملكه، وولد له حيلة والمنذر وعمرو وحجر والنعمان بن النعمان. ثم ملك النعمان بن المنذر بن الحارث الأعرج سنين. ثم ملك ابنه جفنة بن النعمان بن المنذر. ثم ملك النعمان الأصغر بن المنذر بن الحارث الأعرج سنة. ثم لم يملك من ولد المنذر بن الحارث الأعرج غير النعمان. ثم ملك عمرو بن المنذر هذا يقول:
علي لعمرو نعمة بعد نعمة ... لوالده ليست بذات عقارب
ومنهم حجر بن المنذر، لم يملك، ثم ملك النعمان بن عمرو بن الحارث الأعرج، وتوج وبنى قصرا، وهو حارث، وبها قبره. وهو الذي ذكره:
لئن كان للقبرين قبر بجلق ... وقبر بصيدا التي عند حارث
والقبر الذي بجلق، قبر ابن أبي شمر. والقبر الذي بحارث قبرالنعمان.
هذا، ومنهم الحارث بن أبي شمر الغساني، ملك واشتد ملكه. وابنه المنذر بن الحارث بن أبي شمر، ملك وعظم ملكه. وهو الذي كان في الشام في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو المنذر بن الحارث بن أبي شمر بن النعمان بن الحارث الأعرج بن جبلة بن الحارث الأكبر بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة. والحارث بن أبي شمر الغساني يقول:
والحارث الجفني سيد قومه ... ليلتمسن بالجمع أرض المحارب
لهم شيمة لم يعطها الله غيرهم ... من الناس والأحلام غير عوازب
مخافتهم ذات الاله ودينهم ... مقيم فما يرجون غير العواقب
وثقت لهم بالنصر إذا قيل قد غزوا ... بغسان غسان الملوك الاشايب
بني عمه دينا وعمرو بن عامر ... أولئك قوم بأسهم غير كاذب
إذا ما غزا بالجيش حلق فوقهم ... عصائب قوم تهتدي بعصائب
على عارفات للطعان عوابس ... بهن كلوم بين دوام وحالب
إذا استنزلوا عنهن للطعن ارقلوا ... إلى الحرب ارقال الجمال المصاعب
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
يخبرن من أزمان يوم حليمة ... إلى اليوم قد جربن كل التجارب