بذلك اوصاني هناة وعايد ... وكل همم ينتمي بهمام
ومن بني هناة: غسان بن سعد الهنائي، من بني محارب. وهو الذي وقع بنزوي، ونهبها، وهزم بني نافع، وكانت الدائرة على بني نافع وبني هميم بعد ان قتل منهم خلق كثير، وذلك في شعبان من خمس واربعين ومائة.
ثم ان أهل إبراء من بني الحارث عصبوا لبني الحارث وكان مع بني الحارث من أهل إبراء رجل عبدي من بني بكرة، يقال له زياد بن سعيد البكري. واجتمع رأي البكري، ورأي بني الحارث على الفتك بغسان، فوجده قد وصل عائدا لرجل من بني هناة من بني ربخة، وكان مريضا فجلسوا له بين دار جناح بن سعد ودار غسان، بموضع يقال له الخور. فمر بهم وهو لا يشعر بمكانهم نفقتلوه عند المقصرة.
فغضب لذلك منازل بن حبش العابري، من بني هناة، وكان منزله بناء بموضع يقال له العقير، وكان عاملا لمحمد بن زايدة، وراشد بن النظر الجلندايين. فساروا إلى أهل ابراء على غفلة منهم، فلما أحسوا به برزوا اليه فاقتتلوا قتالا شديدا، ووقعت الهزيمة على أهل ابراء، وقتل منهم أربعون رجلا، ومنهم راشد بن شاذان بن غسان بن سعيد بن شجاع الهنائي من بني محارب، وهو الذي سار إلى، دما، فانتهبها، وقتل واليها قومه، وكان ذلك في أيام ولاية الامام غسان بن عبد الله الغجحي.
فوجه غسان بن عبد الله على آثارهم في طلبه، ومن كان معه من بني محارب من بني هناة، فلم يلحقوا. ثم ان راشد بن شاذان طرح بالرستاق على الفجح من البحر فأخذوا له امانا من غسان ولأصحابه.
ومن بني هناة الأهيف بن حماحم الهنائي، وكان رئيس بني هناة، وصاحب رأيهم، وشاهد في عمان حروبا كثيرة، وهو صاحب وقعة القاع والخيام، وكان معنيا فيها لعزان بن تميم الخروصي، وهو يومئذ إمام.
وقد خرج الحواري بن عبد الله الحداني السلوتي، والفضل بن الحواري السامر، ومن كان معهم من النزارية وبني الحارث، الذين في السر.
فخرجوا إلى صحار، فملكوها على الامام، وهو إذا ذاك عزان بن تميم. فخرج اليهم الامام الأهيف بن حماحم الهنائي، في اجلاد قواده وأصحابه، فسار بهم الأهيف حتى قدم بهمالى ناحية صحار.
فالتقوا هم والحواري بن عبد الله، وكثير من رجالهم. وكانت الدائرة عليهم والظفر للأهيف بن حمحام، ومن معه من عسكر الامام، والأهيف بن حمحام، وهو الذي واقع محمد بن بور، بدما، وهزم محمد بن بور، حتى الجأه سيف البحر، إلى ان كان آخر النهار، وثاب محمد بن بور عبيدة بن محمد السامي، في جمع كثير من قومه ورجاله، فأعانوا محمد بن بور، على أهل عمان، فهزموا وقتل الأهيف بن حمحام مع مشايخ أهل عمان. وكان الظفر لمحمد بن بور.
ومن ولد الأهيف بن حمحام الهنائي: أبو الصقر محمد بن الأهيف بن محمد بن الأهيف.
ومن بني هناة أبو شح الهنائي، وكان احد عباد أهل البصرة.
[فراهيد بن مالك بن فهم وولده]
فأما فراهيد بن مالك بن فهم، فولد رجلا؛ظالم بن فراهيد. فولد ظالم بن فراهيد، رجلا حاضر بن ظالم بن فراهيد رجلا جشم بن حاضر فولد جشم بن حاضر رجلين: بكر بن جشم، وظالم بن جشم. فهؤلاء بنو جشم بن حاضر بن ظالم بن فراهيد بن مالك بن فهم.
ومن بطونهم: بنو هانئ، وبنو بكر، وبنو وهب، وبنو ضحيان. كان منهم ابن ضحيان بن قطن بن هانئ بن جشم بن حاضر بن ظالم بن فراهيد بن مالك بن فهم. وكان الحر بن الحر هذا من فرسان زمانه.
ومنهم بنو حديد بن جشم، كان منهم بعمان الموازع، الذي يقول فيه كعب بن معدان الاشقرى، حين هاجاه، يزيد بن أبي غسان الايادي، ويفخر به على عمران بن عمرو. وقال:
ألم يك ذو التيجان ضحيان منهم ... اليه تؤدي خرجها والمرابع
له حول ما بين جعلان والقرى ... إلى القيع قسرا والأنوف خواضع