[انتشارهم - أنسابهم - ما جاء فيهم]
فأما الأزد، ويقال الأسد، واسمه أزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. واليه جماع قبائل الأزد كلها، وهو أبوهم، وأصلهم الأزد والأسد واحدة العرب تبدل من الزاي سينا، كما قال، واشتقاق الأسد من قولهم: أسد الرجل يأسد أسدا إذا شبه الأسد. وفي حديث أم زرع ان دخل فهد وان خرج أسد، يشبه بالفهد إذا دخل لتغافله وتناعسه، وبالأسد إذا خرج ليقضته وشدته.
حدثنا زيد بن أبي الزرقا، بإسناد عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " نعم القوم الأزد طيبة أفواههم فخرة أبدانهم تقية قلوبهم "، وبإسناد عن أبي قلابة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الأزد لا يخيبون ولا يعلون، هم مني وأنا منهم، من لم يكن له أصل بالعرب فليلحق بالأزد، فإنهم أصل العرب ".
وعن وكيع بن مسعود التميمي، قال: حضرت معاوية بن أبي سفغيان فسمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأمانة في الأزد وحضرموت فاستعينوا بهم "، وعن أنس بن مالك، أنه حضره رجال من التغالبة ورجلان من الأزد، فقال التميمي: يا أبا حمزة، من ذانك الرجلان؟ فقال: من الأزد، فقال التميمي: نعم الحي الأزد، إلا أنه لا سابقة لهم، فقال أنس بن مالك: وأي سابقة أفضل من الأنصار منهم. ثم قال لهم: ادفعا عن قومكما، أما والله لو كان هاهنا عبد الحميد بن محمود المعولي، أو عبد الله بن فضايلة الزهري، انى لدفعا عن قومهما.
وعن عبد الله بن ادريس، عن يحيى بن صالح اللثي، قال: قدم على عثمان بن عفان، عفاف بن عرابة العبسي من مدحج وصريج، وهما حيلان باليمن من جماعة في قومه، ففرض لهم عثمان بن عفان العطاء، والحقهم بالشام؛ وقال: مرحبا بكم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الايمان يمان ألا رحى الايمان دائرة في قحطان، والجفا والقسوة في ولد عدنان ". أهل اليمن دعائم الاسلام وعمود الدين ومادة المسلمين، وحمير رأس العرب، وبابها؛ وكندة لسانها، وسنامها؛ ومدحج هامتها، وغلصمتها؛ والأزد جمجمتها، وكاهلها؛ وهمدان ذروتها وغاربها. وكان يقال: مازن غسان أرباب الملوك، وحمير أرباب العرب، وكندة كندة الملوك، ومدحج مدحج الطعان، وهمدان أحلاس الخيل، والأزد أسد الباس؛ وتسمى أيضا أسد الله، وتسمى السنّية.
[٣ - اولاد الأزد]
ولد الأزد بن الغوث سبعة نفر: نصرا، وكان أكبر ولده. ومازن، وهو غسان، واليه جموع غسان؛ وقال الذين يدرونه: ان مازن هو أكبر ولد الأزد. وعمرا. وعبد الله. والهنو. وقلاد، ويقال: قدار. والهبوب. فهؤلاء سبع، ويقال: ولد ثمانية، وأسمر ثامنهم مالك بن الأزد.
[أولاد عمرو بن الأزد]
عمرو بن الأزد فولد أحد عشر رجلا: سعد بن عمرو، والضيق بن عمرو؛ ودخلا في عبد القيس. وجابر بن عمرو، ودخل في مدحج. وماويّة بن عمرو. وعزمان بن عمرو، وبطنين بعمان على نسبهم. وحدحمة بن عمرو، وبطنين بالحجاز على نسبهم. ويشكر بن عمرو.
ومهاجر بن عمرو، وهما بالشام على نسبهم. وصعة بن عمرو. وامرؤ القيس، دخلا في غسان. فهؤلاء احد عشر رجلا. وعزمان فهو فعلان، وعوهاير في بطن؛ واشتقاق الهنو من قولهم هنأت البعير أهنأه هنأ إذا طليته بالقطران، أو من قولهم موهن في الليل أي ساعة، أو من هنأت الرجل هنأه، إذا أعطيته. ومثل من أمثالهم انما سميت هانيا لتهنا أي تعطى. قال الشاعر:
هناناهم حتى أعان عليهم ... سوافي السماك ذي السلاح السواجم
وعوها اشتقاقة من التعوية، وهو اشباه الشيء من الشيء إذا أشبهه، ويقال عوّه بالمكان، إذا قام به وترفى تفعل من قولهم رفيت القوم وارفيتهم إذا مسكتهم. وقال الشاعر:
رفوني وقالوا يا خويلد لا ترغ ... فقلت وأنكرت الوجوه هُمُ هُمُ
قال الشاعر:
نام عن غنم مستوهم هل ... في سواد الليل مكسوم
وأرفت السكينة ارفأ وارفيت، ورفأت الثوب، رفاء، إذا لاءمت خروقه مهموزة. وقوله للملك بالرفا والبنين به أي الالتئام والبنين، والأرفا لين الظبا.
أولاد الهنو بن الأزد