أرى الليل يجلوه النهار ولا أرى ... عظام المخازي عن تميم تجلّت
والشعر أكثر من هذا.
وسمع مسلمة بن عبد الملك، رجلا من أهل الشام، وهو يقول: ماذا لقينا من ابن خايك كنده، ثم انساناه هذا الزوني. يعني بالمزوني: يزيد بن المهلب. فقال له مسلمة: اسكت ثكلتك أمك، أما والله لولا حسد العرب له، ومشي فريص قريش اليه، ما كان خليفتك غيره.
وكان مولد يزيد سنة ثلاث وخمسين، وقتل سنة ثلاثين ومائة، وهو ابن تسعة وأربعين سنة. فلما قتل يزيد بن المهلب، وأهل بيته وانهزم جمعهم، وكان من أمرهم ما كان، مضى بقية آل المهلب يريدون عمان، وبها زياد بن المهلب، فاجتازوا بالبحرين، وبها مهزم بن الفرز العبدي، عاملا ليزيد بن المهب. فقال لهم: ياقوم، لا تفارقوا سفنكم فإنه أبقى لكم، فإني أخاف عليكم ان خرجتم منها أن يتخطفكم الناس ويتقربوا بكم إلى بني مروان. فقالوا له: ما شك فيما تقول، لكنا لا نقوى على طول المكث في البحر.
ثم مضوا حتى انتهوا إلى عمان، فآواهم زياد بن المهلب، وسكن معهم، وقال لهم: قد عرفتم اني من أكثركم مالا، فأقيموا بعمان، فإن جاءكم ما لا تقوون عليه من الجنود وغلتم في بلاد السحر، فإنما أنتم مع قومكم، فأبو، فركب معهم وهم يريدون الديبل، فجزع النساء من البحر، فلما رأوا ذلك عدلوا إلى مكران، وولوا أمرهم المفضل بن المهلب.
وكانت هند، وفاطمة، ونفيسة بنات المهلب ظاهرات، وذلك أنهن شخصن في البحر بعد خروج آل المهلب من العراق إلى عمان، فاتبعهم حتى قدمن عمان، فإذا القوم قد قطعوا إلى مكران، فأقمن بعمان حتى جاءهن أمان من مسلمة بن عبد الملك، فرجعن إلى البصرة.
ولم يزل آل المهلب متبددين حتى ظهر أبو مسلمة بالكوفة وكان من أمره ما كان. فقام سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب بالبصرة على سعيد بن مسلم بن قتيبة، وكانت بينهما وقعة قتل فيها ابن لسفيان بن معاوية يقال له معاوية، فأراد سفيان أن يحرق البصرة ورمى النار في درب الحريق، فبه سمي إلى اليوم. فلما نظر الناس إلى ذلك، مشوا بينهم على الصلح إلى أن يظهر أبو مسلمة إلى من يدعو، فلما بلغ ذلك أبا العباس السفاح، واسمه عبد الله محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، وهو أول من ملك من بني العباس، بعد ملك بني أمية ز فكتب ابو العباس بن عبد المطلب، وهو أول من ملك من بني العباس بعد ملك بني أمية. فكتب أبو العباس السفاح نحينبلغه ما كان من محاولة معاوية بن سفيان بن يزيد بن المهلب، وبذله نفسه، دون أبي العباس، إلى معاوية بن سفيان، يعيده، وولاه على البصرة، فلما ظهر أمر أبي العباس مضى اليه سفيان، قال له: يا سفيان؛تمنى ما تريد في دولتنا.
فقال له: يا أمير المؤمنين؛ضياع جدّي، الني أخذتها بنو مروان.
فقال: ولك ذلك.
فلما خرج، قال أبو جعفر المنصور: يا أمير المؤمنين، انك أعطيت لسفيان نصف البصرة، وأنت محتاج في هذا الوقت إلى الأموال.
أمير المؤمنين: فما نرى بمنعه ماله، وقد بذل روحه دوننا، وقتل ابنه في طلب دولتنا.
المنصور: يا أمير المؤمنين، هو يرضى أن تشاطره، وله في ذلك مقنع.
أمير المؤمنين: ان رضي بذلك، فافعل ما تراه.
فخرج اليه المنصور، وقال له: يا سفيان، انك لتعلم أن أمير المؤمنين محتاج في هذا الوقت إلى الأموال إلى أن يهلك الله عدوه، فخذ نصف ضياع جدك، في هذا الوقت، إلى أن يهلك الله عدو الله وعدونا، ثم تأخذ ما بقي. فقبل منه، فأمر المنصور يقطين بن موسى أن يخرج معه، ويشاطره ضياع يزيد بالبصرة. فلما أخذ سفيان شطره كانت غلته في كل يوم أربعة آلاف دينار. وقام روح بن خاتم بن قبيضة بن المهلب بأكره، ودعا إلى أبي سلمة.
فلما ظهر أبو العباس، كتب اليه بعهده على فارس، وقام سليمان بن حبيب بن المهلب بفارس، وقام سليمان بن حبيب بن المهلب بفارس، فدعا إلى أبي سلمة بفارس. فلما ظهر أبو العباس، كتب بعهده على السند، وبعث به مع السعيد بن الحميري، فلما دخل على سليمان بعهده، وكان شاعراً أنشا يقول:
[نصر بن الأزد وانتشار ولده]
١ - مالك بن نصر