للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان طموح في الحراء كأنها ... إذا اغتمست في الماء فتحاء كاسر

لها ناهض في الوكد قد مهدت له ... كما مهدت للبعل حسناء عاقر

تخاف نساء يجتلبن حليلها ... محرسة قد اوجعتها الصراير

هوى زهدم تحت الغبار لحاجب ... كما انقض افتاد جناحين ماهر

هما بطلان يعتران كلاهما ... يريد زياد السيف والسيف نادر

ولا فضل الا ان يكون جراءة ... دواء بيدتين والرؤوس حواسر

ينوء وكفا ذهدم من ورائه ... وقد علقت ما بينهن الأظافر

وباتوا لنا ضيفا وبتنا نعمة ... لنا مسمعات فالدفوف وسامر

فلم نفرهم شيئا ولكن فصرهم ... صبوح لدينا مطلع الشمس جازر

فباكرهم عند الشروق كتائب ... كأركان سلمى سيرها متواتر

من الضاربين الكبش يهصون مقدما ... إذا غص بالريق القليل الحناجر

وظن سراة الحي ان لن يقتلوا ... إذا دعيت بالسفح عبس وعامر

كأن نعام الدوباض عليهم ... واعينهم تحت الحديد جواجر

ربنا مسبك النبض في غمض لجة ... فلم تنج في الناجين منهم مفاخر

لم ينج الا ان يكون طمرة ... مثابرة أو ذو طمر مثابر

لما اتعبته الخيل لا بان لها ... ومستشرق تحت الغيابات طاحر

لودر منهم حاجب بعد شدة ... وبعد اعتراك موثق وهو صاغر

سرت حشائش الطير فرسان غالب ... بأيديهم بيض خفاف بواتر

سرنا كما عودتنا رماخنا ... لدى معركالجبلين والنقع ثائر

.... تميم للذهاب فارقلوا ... عباديد منهم مستقيم وصابر

.... ان يلقوا من الشر نكبة ... وكاهل قد ولت وولى العواضر

.... تميم فاستمروا واسلموا ... لقيطا وعمرا لم يكن ثم ناصر

خبر يوم حضورة) حضوة (

هو من الأيام المذكورة في الجاهلية. وكان بين دوس وبين بني الحارث ان عبد الله بن عامر الغطريف. وكان لهم فيه احسن البلاء.

وكان من خبره ان غلامين من آل الحارث الغطريف، اتيا حكما في دوس. كانت دزس تحاكم عليه، وكان شيخا كبيرا فحسد دوسا موضع الحكم، قوم من العرب، وأتى الغلامان إلى الحكم. فقال احدهما يا عم: احكم بيننا، واخرجه من منزله. فقال احدهما: دخلت في رجلي شوكة، فأنزعها، فنكس الشيخ لينزعها وضربه الاخر بسيفه فقتله. فغضب دوس. وقال لبني الحارث: لا بد من سيد منكم نقتله، فدلوا على رجل يغثونا كان سيدا، فخرج من دوس اربعون رجلا على الخيل. ثم انهم استقلوا خيلهم فأزدادوا حتى صاروا تسعة وسبعين فارسا. فقالوا نكون ثمانين فارسا، فأبتغوا لنا فارسا نتم به ثمانين.

فمروا برجل من دويس وهو يتغنى:

فإن السلم زائدة نواها ... وان نوى المحارب لا يرود

وكان له فرس فارة، فقالوا لا يتبعنكم هذا، فأنه جبان. فأتوا حمحة ابن الحارث بن نافع بن سعد بن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غانم بن دهمان بن مهنب بن دوس بن عدنان، وفيه بيت دوس. فقالوا له: ارسل معنا فارسا من ولدك نغزو حي ضماد سيد آل الحارث.

فقال لهم حممة: وأنا ان شئتم. ثم ارسل معهم رجلا من ولده. وقال لهم صبحوا القوم ولا تغيروا عليهم في الليل فيقتل بعضكم بعضا، ولكن مغلسين إذا عرف بعضكم وجوه بعض.

فساروا حتى أتوا بياتا من بني الحارث، في الليل، فوقفوا حتى إذا اضاء الصبح، افترقوا اربعين اربعين، ثم سدوا من وجهين على الأبيات من بني الحارث اتوا عليهم وهم في حي ضماد، وقتلوا بني الضماد، وذلك بفتونا، وانصرفوا. كان في ذلك حدرب بن الغامدية، وهو جندب بن طريف بن عامر بن عبد الله بن عمش بن معاوية بن رابية بن محارب بن دهمان بن مهنب بن دوس بن عدنان:

فكم عصبة من هوة حارثية ... رددنا بمجود من الرأي يطلب

رميت بسهم الموت حتى لقيتهم ... وقلت انا ابن الغامدية جندب

في شعر طويل:

<<  <   >  >>