للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خالد بن مذحج: وأما خالد بن مذحج فولد علة وعلة اسم ناقص مثل قلة وكرة وهي الخشبة التي تسمى القاقبين، واشتقاق قلة من قلا يقلو. من العدو والشديد، وكرة من كرا يكرو، فكان علة من علا يعلو. فولد علة بن خالدعمرو بن علة. وحارث بن علة. فولد حارث بن علة رها بن حارث، وولد عمرو علة كعب بن عمرو، وجسر بن عمرو بن علة، وعامر بن عمرو.

فأما كعب بن عمرو بن علة فهو أبو الحارث بن كعب.

وأما جسر بن عمرو بن علة فهو أبو النخع بن جسر، واسم النخع بن عمرو بن جسر بن عمرو بن علة بن خالد بن مذحج. وسمي النخع لأنه انتخع قومه: أي بعد عنهم.

وأما عامر بن عمرو بن علة فمن ولده معاوية بن الحصين بن أنس بن ربيعة أسد بن مسلية بن عامر بن عمرو بن خالد بن مذحج.

الحارث بن كعب: وأما الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن خالد بن مذحج، وهو جمرة من جمرات العرب، وبيت بني الحارث بن كعب في بني عبد المدان، وهو احد بيوتات العرب الثلاثة، وبيوت العرب الثلاثة هم وبيت زرارة ابن عدس في بني تميم، وبليت حذيفة بن بدر في بني فزارة، وبيت بني عبد المدان في بني الحارث بن كيب. وقال ابو بكر محمد بن الحسن القسملي: بيوت العرب ثلاثة.

فمن بني الحارث بن كعب بنو عبد المدان ولسمه عمرو بن الديان، وهو بيت بني الحارث بن كعب، وقد تقدم ذكرنا له، وهو عبد المدان بن الديان واسمه يزيد بن قطن بن زياد بن عبد الله بن الحارث بن مالك بن عبد الله بن ربيعة ابن كعب بن الحارث بن كعب. قال ابن دريد: ولابن الكلبي في المدان خبر ليس هذا موضعه، واحسب ان المدان صنم، واشتقاقه من دان يدين والدين: الجزاءن والدين: الطاعة: ةالدين: الراب والعادة. قال الشاعر:

تقول إذا درات لها وضيني ... أهذا دينه أبدا وديني

وقال في الطاعة: زعموا في التنزيل " ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك " أي في طاعة الملك، والدين: الملة. واشتقاق المدينة كأنها مَفْعَلَة من هذا، وكان الأصل مَدْيَنة، مِفْعَلة فَنْقَلُوا كسرة الياء على الدال، وأسكنوا الياء والدين الحساب، وهو راجع إلى الجزاء.

وكان عبد المَدَان بن الدَّيَّان من الأجواد المُطْعِمِين الممدوحين. وله يقول الزُّبِيْر بن عبد المطلب بن هاشم ولرهطه يَمْدَحُهم: -

قَوْمٌ إذا نَزَل الغريبُ بَدَارِهِم ... رَدُّوهْ رَّبَّ صَوَاهلٍ وَقَيانِ

وإذا غَزَوْا بالجيش يومَ كَرِيهةٍ ... سَدُّوا شُعَا'َ الشَّمسِ بالحرمان

لاَ يَنْكُثُونَ الأرضَ عِنْدَ سُؤَالهم ... كَيْ يَطْلُبَ العِّلاَتِ بالعَيدانِ

بَل يَبْسُطُون وُجُوهَهُم فَتَرى لَها ... عِنْدَ السَّؤَالِ كَأحْسَنِ الألْوَان

ورَأيْتَ مِن عَبْدِ المَدَانِ مَكَارِماً ... فَضَلَ الأنَامِ بِهِنَّ عبدُ مَدَانِ

ألئن نبيت بالسهاد طعامهم ... للظاعنين بها وللقطان

هّذا لعُمْرو أبي مَا مِثْلُه ... لاَمَا يُعِدّلَنا بَنُو جَدْعَانِ

وللأعشى وغيره من الشعراء في بني المَدان مدائح وأشعار، كانوا أجوادا وسادة وفرسانا وشجعانا.

ومنهم يزيد بن عبد المَدَان؛ كان شريفا شاعرا، والحارث بن عبد المدان الذي قَتلهُ جَرْمٌ. وعبد الحجر بن عبد المَدَان، وزياد بن عبد الله بن عبد المَدَان.

ومن بني الحارث بن كعب بنو قَنَان من قولهم قَنَّ في الجبل وأقُنّ: إذا صار في قُنَّته، أي أعلاه. والقُنان بضَمّ القاف: رُدْن القميص - لغة يمانية - ويقال له: كم أيضا والقِنُّ: العبدين العبد بن والجمع أقْنان. وقال بعضُ أهل اللَّغة: عبدٌ قِنّ والجمع قِنَّ، الواحد والجمع فيه سواء.

فمن بني القَنان الحُصَين ذو الغُصَّة بن زياد بن شداد بن قنان بن سلم بن وَهْب بن عبد الله بن ربيعة بن كعب، رأس بني الحارس، عاش مائة سنة، ولولده شرف عظيم، وإنما سمي ذا الغَصّضة لأنه إذا أراد كلاما يغتص بريقة، فيصعب عليه الكلام، وأصل الغَصصَ بالرِّيق ونَحوه. فإذا كان بالرِّيق فهو غَصص، وإذا كان بالماء فهو الشَرَقُ، وإذا كان من مرض أو ضَعْف فهو الجَرض، وإذا كان من كَرْب أو بكاء فهو جاز من جيز يجأز ومن الأجواد بني عبد المدان شدَّادُ بن الأوبر، من فرسانهم، وهو الذي عني المجاشي في قوله:

<<  <   >  >>