وتقدم مالك بن فهم الأزدي، في قبائل الأزد. ومالك وعمرو ابنا فهم ابن تيم الله نوقضاعة حتى وردوا إلى ارض عمان. وانما سميت عمان لأن منازلهم كانت على واد لهم بمأرب يقال لع عمان، فسموها به.
وفرقة من الأزد، أقامت بموضعها، فنزلوا السروات من الجبل، وبعضهم نزل السهل. وأقامت معهم قبائل قضاعة. منهم نهيد، وسعد، وهديم بنو زيد بن ليث بن سود بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير.
ومنهم حزم بن ريان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وولده الثلاثة: مالك بن حزم، وجدة بن حزم، وباجية بن حزم. ومن ولد ولده راسب بن الخزرج بن جدة بن حزم. فأقاموا في السهل، مع من أقام به من قبائل الأزد.
ونزل سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر، جبل بارق، وتبرق، فسمي بارقا. ونزل معه ابن اخيه مالك بن عمرو بن عدي بن حارثة ابن عمر بن نجران، وهم من بني الحارث بن كعب بن أبي حارثة بن عمرو بن عامر. وقد كانت بنو الحارث بن كعب قبل ذلك، عند خروجهم من الجنتين، قد سكنوا نجران، فدخلوا في مدجج، وانتسبوا فيهم، فهم يعرفون بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن مدجح، وهم ساكنو نجران.
وفرقة من الأزد، توجهت قبل مكة، فانخزعت عنهم خزاعة، فنزلوا مكة، وبطن مر. فأقاموا بهذه البلاد زفسموا خزاعة. فاقام بها حارثة، وهو خزاعة بن عمرو بن عامر، وهو الذي ولي أمر مكة نوحجابة الكعبة. وولد له ربيعة، وهو الملقب لحيّ وأقصى، وكعب، وعدي. ولي من بعده أمر مكة وسدانة البيت إبنه ربيعة لحيّ البيت.
ومضى الباقون، وهم آل جفنة، من غسان، سار بهم ثعلبة بن عمرو ابن عامر فنزل على ماء يقال له غسان بين قديد والجحفة. واقاموا بها زمانا، فسموا بذلك الماء غسانا. وهو بالمشلل. ثم سار بهم ثعلبة بن عمرو بن عامر حتى نزل بهم أرض الشام. وعظم شأنه. ومنهم كانت ملوك آل جفنة من غسان بالشام. وقال قوم بل سموا غسانا بماء كانوا ينزلونه بجنتي مأرب، يقال له غسان. وكانت بنو مازن بن الأزد ينزلونه دون إخوتهم، وبني أمهم من الأزد. وكان الرجل من الأزد، وغيرهم إذا جاء يطلبهم الأمر، قال: أريد غسانا. فاستمرت تسميتهم بذلك. وقد ذكرت هذه الاختلافات فيما تقدم من نسب غسان، قبل هذا.
ثم ظعنت عنهم الاوس والخزرج، ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر. امهما قيلة بنت عمرو بن جفنة بن عمرو بن عامر. فنزلوا يثرب. وقال بعضهم بل امهما قيلة بنت كاهل بن عمرو بن سود بن اسلم بن عمرو بن الجاف بن قصاعة. فلما اكرمهم الله بنصر نبيه محمد صلى الله عله وسلم وسماهم الله انصارا فصار اسما ونسبا.
واقام مع الاوس والخزرج، آل المحرق، وهي رهط القطيون عامر بن عامر بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الحارث المحرق بن عمرو بن عامر. فنزلوا معهم يثرب.
واقام ايضا مع الاوس والخزرج، ابنا حارثة بنو الاصم بن ثعلبة بن جفنة وهو الحارث بن عامر. ومضى الباقون إلى الشام، فنزلوا اذرعات، وقر الثنية، " أو في نسخة الثنية "، ومن ارض دمشق فهم غسان وغسان نحو الشام. وقد قال حسان بن ثابت الانصاري.
واما من سكن العراق من الازد فجذيمة الابرش، وهو الوضاح بن مالك بن فهم ومن كان معه بالحيرة من غسان، ومن آل محرق، فملكوا امرهم جذيمة الابرش. فسار بهم حتى نزل السواد. فملك الحيرة والعراق، وشطي الفرات ستين سنة، وتجبر وعظم شأنه. وقتل دارا بن دارا ملك الفرس، وكان من امره ما كان، وهو رب العصا. والعصا اسم فرس كان مشهورا. وهو الذي قتل الزباء. وغلب على ملكها. والجأ الزباء إلى طرف من مملكة ابيها، لغلبته اياها على كثرة ممالكها. وكان ابو الزباء ملكا بالشام، فقتله جذيمة، وذلك قبل غلبة غسان على لشام وقتلهم من كان من امره. وامر الزباء، وقد ذكرناه في موضع بعد هذا عند ذكر جذيمة.
ومضى الباقون من الزد، حتى نزلوا البحرن، وحجر اليمامة. ثم ترحل عامتهم ولحقوا باصحابهم الذين ذهبوا من قبل لبشحر إلى عمان، ومعهم قضاعة بن جشم بن جلوان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وعايد بن حلوان، وهما في الغير من غسان.
ونزلت ثمالة، وابو ثمالة عوف بن اسلم بن احجر بن كعب بن الحارث بم كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد، فأقامت بأرض نجد إلى الطائف منقطعة عن السروات. وبين ثمالة والسروات قبائل من عيلان.