للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأول ملوك المعاول بعمان عبد العزيز بن معولة بن شمس بن عمرو. فملك واشتد ملكه. وكان من اعز الناس نفسا ومملكة، وهو الذي سبى أهل العباب واستاق منهم ألف فارس، وكان في جملة السبى عير لدوالة بن صعدت النخل، فقدم دوالة على عبد العزيز في شأنها، فسأله ردها فردها على أهلها. وكان بلغ ملك عبد العزيز في شأنها، فسأله ردها فردها على أهلها. وكان قد بلغ ملك عبد العزيز بن معولة إلى اليمامة والبحرين وما والاهما. وكان له على أهل البحرين واليمامة اتاوة معلومة، وكان عامله ورسوله إلى أهل اليمامة في قبضها باقل بن ساري بن اليحمد، وكان منزله إذا قدم اليمامة على عمرو بنعمرو الحنفي من أهل اليمامة، فقدم باقل اليمامة في بعض مراته فاعجل أهلها بالأتاوة. فاغلظ عليهم فيها وحبس منهم بشرا كثيرا في مجلس كان له باليمامة يسمى محبس الهوان.

فبينما باقل ذات ليلة في منزلة إذ سمع قائلا يقول:

ولولا تعدية الخيار بن جنة ... سقته سيوف الأزد سما مقبسا

فدانوا واعطوا بالاتاوة عنوة ... ولو فعلوه أولا كان أصوبا

ولو عبد عز رام جيشا مكبكبا ... لزلزل بالجيش العماني كبكبا

ولو قدحت كفاه بالنبع صخرة ... غداة الفخر قدى واثقبا

وقال مصعب بن عمرو الحنفي:

ثمامة قادنا للحين جهرا ... وعرضنا البلاء لعبد عز

وصبحنا بحر صباح سوء ... على خيل تقحمها نبقز

فكم قد تعرى ... وشتان المعز والمعز

وقال المستنير بن عبد عز:

حنيفة غدرت فاذقتها ... بالسيف وبال فعالها

غدرة عاد تسحى بها ... يوما وبحربه بقدر مثالها

حنيفة أن تقوم بخرجنا ... ياسر ماذا فيه من آمالنا

وان عفوى واسع ... لطحنتهم طحن الرحى بثقالها

الا المسهودين منها التي ... رب الأسعار سوى هداها

وأما خبره في الاسلام، في قدومه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حديث يطول.

جعفر بن محمد الثقفي، عن أبي اسحق، عن المنذر، قال عمرو بن عمارة بن جبر بن عمرو بن معدي كرب، فقال: من سيد هذا البحر؟ فقيل: سعد بن عبادة. فأقبل أياما وأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم، الوفود وانصرف راجعا إلى بلاده، فلما قدم كتاب عمر إلى النعمان، بعث إليهما فقالوا: عندك. فقال: اروني، وأعتقه، وأخذ لهم قبضا.

ولما كان يو مالقادسية، ركب عمر بغلا، ثم وقف فقال: أيها الناس إني في القوم فلا تستبطوني الا بقدر نجر حروم الفراس، وهو يقول: اضربهم يوم الوغى تأمنه ضرب الغلام للغلام الهه.

قال: كان سعد وإمرأته في غرفة ينظرون إلى الحرب، فلما رأت امرأة سعد إلى عمر وقد انغمس فيهم. قالت: يا ملك مثنى مثنى الخيل، تعني زوجها المثنى بن أبي حارثة فلما أقبل زرجها سعد. قالت: ادخل مدخل المثنى الزبيدي إن كنت فارسا. قال: وحمل عمر وقيس بن هبير ة المكشوح المرادي وهو يقول:

اضربهم يوم الوغى بذي النون ... ضرب بال وسدالهم ثمانون

وحمل زياد بن زيد الخيل وهو يقول:

لا عيش إلا تطرد الخيل الخيل ... مع الصبوح والغبوق والقيل

قال: والقادسية يوم زاحم رستم لمسهى كلها شطآن:

الضاربون بكل صارم محذوم ... والطاعنون مجامع الفرسان

قوم هم ضربوا الكتائب إذا بغوا ... بالمشرقين من نبي ساسان

ومضى ربيع بالجيوش مشرقا ... ينوي الجهاد وطاعة الرحمن

حتى استباح قرى السواد وفارسا ... والسهل والأجيال من كرمان

وقال عمرو لقيس بن هبيرة المكشوح:

فلولا لقيتم فرس ... وفوق سراته أسده

على مفاضة مفضة ... والنهى اجعلن ماه

إذا للقيتم اشتن ... البر ابن ياما لنده

يسامي القرن ان قرنا ... تيممه معتضده

ظلوم الشرك فيما ... اعلقت أظافره ويده

يلوث القرن ان لاقاه ... لو نائم يضطهده

يرتف كما يرتف العجل ... فوق شدقه زبده

<<  <   >  >>