فأن تسروا فإنا قد تركنا ... على شقراء منكم غير ساري
وقال حرو الموسى الحبشي، يوم حضورة وكان مع دوس:
ألم تعرف علامات الرسوم ... ومغنى ربع فاطمة القديم
ومبرك حامل ومصام خيل ... لدى الصحراء كالحوض الثليم
فإن عذلتك عاذلة فقالت ... أصغت ولم يعنك على الهموم
فقلت لها للت ان نفسي ... أراها لا تعوز بالتميم
فأنك شهدت لقاء دوس ... ويشكر يوم حضورة لم تلوم
وان بجندب كعب وسعد ... بيشكر عند يشكر والصميم
إلى دوس وقد جمعت دراحا ... عليها البيض تربق كالصخوم
وغودر كل أبيض حارثي ... طويل الساعدين بها عظيم
كأن صفائح البصري تنجي ... على افلاق دباء هضيم
وهم شطاط حضوة بين صرعي ... ومن نفق على شزن كليم
وكانت النمر تدافع الحرب، فلم يشهد معهم بحضوة. فقال المتمطر الحارثي شعرا:
اتقتلنا دوس عدنان بينكم ... وفهم كاقام النساء الروامق
فليت أبانا لم يلده ابوكم ... وكانت بصري يوم حضوة بارق
وقال رواس بن تميم الحارثي الغطريف بن عبد الله بن عامر الغطريف بن بكر بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بت تصر بن زهران:
أبت فعلات الأزد الا تكرما ... كما سبقت اولادهم بالمكارم
وانا لنحن المنعمون واننا ... لجرثومة سادت خيار الجرائم
وانا لنعطي الحق منا واننا ... لناخذه من كل اشوس ظالم
بضرب يزيل الهام عن مستقره ... وطعن كيايزاع المخاض المعاقم
وانا لنحمي راية المجد وسطنا ... ونرسو لديها بالصفيح الصوارم
ومكننا في قارع السنن العلا ... لدى غمرات الموت ضرب الجماجم
بأحكامنا عقد الامور وحلها ... إذا حميت ايماننا بالقوائم
بكل يماني إذا هز هزة ... تزعزع منه بين خذ وقايم
كان رؤوس الدارعين لنصله ... درى حنضل احمى به الصيف ناعم
وسار لنا في كل باد وحاضر ... وسار لنا في مستقر المواسم
نهانا عن الجهل المبين سعينا ... إلى الحمد واستجثاثنا بالمطاعم
تطلق ازواج العدو سيوفنا ... جهارا على ما كان من رغم راغم
ونجمع يوم البأس حلقة امرنا ... ولا ننثني في الامور العظيام
ونقطع اقران الصفوف بضربنا ... ونقدم اقدام الاسود الهواجم
وكم هو فينا من رئيس معمم ... رؤوب لصدق الهائل المتفاقم
تحل يموننا بأكتاف بيشة ... وترمي شامونا قصور الاعاجم
ونعترف الحاجات قبل اعترافها ... ونقطع فيها كل أغبر لماسم
نخوض دقيقات الخطى عصف ... ينازعن جند القوم صفر الحزايم
السرى ... مدلقة الا لحى دقاق الخراطم
يقابلن صدفا من خدود أسيلة ... من الحزن نرمي غولها بالزمارم
إذا القوم خاضوا غول كل تنوفة ... على كل كردوس من الليل جاثم
رمت بهاواديها ولو مسها الوجى ... حلاسا بسبق الأعوجي الحلاخم
ويوم رهان قد ذهبت بسيفه ... من النقع امثال القطا المتداوم
خا طوالا إذا اقبلن زعف المناسم
بساط إذا ادبرن ترضحن بالحصى ... فعن عن غاياتها باللهازم
إذا غابة السبق استوت بحدودها ... من الحرى تأوي في صدور صلازم
تناولتها شمسا بايد دقيقة
في شعر طويل.
وهو القائل جميعا:
أممنا بها خير المحلين معشرا ... بني عامر سقيا روعيا لعامر
بني يشكر عني فيا صدق مادح ... ويا طيب ممدوح ويانشر ساعر
بني محصنات لم تدنس حجورها ... وصوم وابناء الملوك الجبابر