وقال بعضهم بل هو قحطان بن هود، وهو عابر بن عبد الله. وهو شالخ بن أرفخشذ ابن سام بن نوح.
وكان قحطان بن هود أول من ملك اليمن. وأول من سُلَّم عليه بأبيت اللعن، ما كان يقال للملوك من ولده، واليمن كلهم من ولده وجماعهم إليه وسمى ولده اليمن حين تَيَامَنُوا إليها ونزلوا بها.
وقال بعض أهل النسب: لا يلتقي إسماعيل بن إبراهيم وقحطان بن هود إلا في سام ابن نوح، وعلى هذا المعتمد من القول.
وقال بعضهم: يلتقي اليمن ونزار إلى أرفخشذ بن سام بن نوح.
وقال بعضهم: يلتقي قحطان وعدنان إلى عابر وهو هود نبي الله عليه السلام.
وبعضهم يقول غير ذلك يجعل إسماعيل والد لليمن، ويحتج بالخبر الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى قوما يَرْمُون. وهم من قضاعة وخزاعة فيجيدون الرَّمي. فقال صلى الله عليه وسلم: ارموا يا بني إسماعيل فقد كان أبوكم راميا.
والذي عليه الجمهور من أهل العلم بالأنساب: أن إسماعيل لم يلد اليمن والله أعلم، وبعضهم يقول غير ذلك يجعل، إسماعيل والدا لعدنان دون قحطان، وعلى ذلك إجماع أصحاب المعرفة بالأنساب للقحطانية وإلى قحطان جماع اليمن، فمن نَسَبه إلى إسماعيل بن إبراهيم قال: قحطان بن الهَيْسَع بن تَيْم بن نَبْت بن إسماعيل بن إبراهيم. هكذا كان ينسبه هشامُ بنُ محمد بن السائب الكلبي، وكان يذكر قال له أبوه: إنه أدرك أهلَ العلم بالنسب ينسبون قحطان إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. فأما مَنْ نَسَبه إلى غير ذلك من حملة علم الأنساب فإنه يقول قحطان بن عابر. وهو هود نبي الله عليه السلام. بن عبد الله وهو شالخ بن أخنوخ بن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، وهذا هو القول الذي عليه المعتمد، وهو الصحيح عند أهل النسب والمعرفة بأنساب العرب. وقد ذكر أن الاختلاف بين العلماء في الأنساب يطول ذكره. وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا انتسب إلى مَعَد بن عدنان أمسك ثم قال كَذّبَ النّسّابُون. ثم قرأ عليه الصلاة والسلام) وقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً (وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إني لأنتسب إلى مَعَد بن عدنان، وما بعده لا أدري ماهو. قال ولقي الحسن بن علي دَذبل النسابة فقال: أنت الذي تنسب الناس إلى آدم، فكيف تصنع بقوله) وقَرُوَناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثيرا (وقال بعض العلماء بالأنساب: النسب إلى ما فوق قَحْطَان وعَدْنَان طلب غاية قصوى ومرام مختلفة لا تؤتى، إذ الاختلاف في الأنساب كثير، والتوجه إلى معرفة ذلك لاَ يَصحّ لكثرة ما هم عليه من الاختلاف. غير أن اليمانية يحتج بأشعار أوائلهم الجاهلية، وأخبار ملوكهم العادية، ومآثرهم العدملية، ويتعلق وأكابر بعد أكابر، قال: وكان قحطان من المؤمنين في ذلك تبع أبو الحميري:
جدنا قحطان قحطان الهدى ... وأبو قحطان هود ذو الح
ثمت المهدي نوح جدنا ... نسبة معروفة لاتختلف
ويقال: نسب مستقبله بضم السين من النسب، وبكسر السين إذا قيل بالشعر. قال الشاعر:
إذا نُسِبُوا يكون أبوهم ... عند المناسب فقعة في قَرْقَر
قال أبو أسحاق ابراهيم بن مسلم الضاحي العَوْتَبيّ فيمن زعم أن اليمن ونزار يرجعون إلى هود عليه السلام في قول بعض النسابة: إن الذي عليه العمل غير هذا من أدعى أن هودا عليه السلام، جداً لإبراهيم الخليل عليه السلام فقد أخطأ، لأن ذلك يستحيل. وقال حسان بن ثابت الأنصاري:
اه عن هود وقحطان بعده ... بما أخذت عن ظهر عاد مواثقه
وقال ايضا:
يَكُ عَنَّا مَعشَر الأزد سَائِلاً ... فإنا بنو الغوث بن نبت بن مالك
بن كَهْلاَن إذا ما نسبتنا ... إلى يشجب فوق النجوم الشوابك
رب تنميه لقحطان ينتمي ... لهودٍ بنيّ الله فوق الحبائك
عادِيَّون لم يلبس بنا ... مناسب شابت من أول وأولئك