لا يَحْزُنْكَ تشنيع جاهل، أو نقص مُتَهوِّكٍ، أو شنآن قوم لشخص النَّبيِّ محمَّد ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ؛ فهؤلاء إنما اشتغلوا بدعاوى باطلة تَمجُّها القلوبُ السَّليمةُ، وظواهر من العلم موضوعة، طلباً لعرض الدنيا، أو علو الصّيت، أو رغبة في الثّناء، أو مغالبة الأقران والنُّظراء، أو حسداً من عند أنفسهم {لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ... (١٥٦)} [آل عمران]، {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ... (١٦٧)} [البقرة].
رسولَ الله، سلامٌ عليك ما سَجَى ليلٌ وتجلَّى نهار! وسلام على أصحابك الأبرار المهاجرين والأنصار، الّذين أيدهم الله تعالى بما نصروا الله، ونافحوا عن رسوله بأيديهم وألسنتهم. لَهفَ نفسي على هؤلاء الرّجال المقتدى بفعالهم! لَهْفَ نفسي على المنكرين لكلّ أمر مُنْكر!
أما بعد، فقد ظنَّ أقوام أنهم حين يتجرَّؤون على رسول الله ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ يطفئون نور الله بأفواههم {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا