عليهم: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (١٠٣)} [النّحل] والشَّواهد كثيرة وتقدّمت الإشارة إلى بعض منها، فقد أخبر القرآن عن قولهم عنه - صلى الله عليه وسلم - أنّه كاهن، ساحر، شاعر ... وكيف ردّ الله عليهم.
دعوى انتشار الإسلام بالسّيف
ما انفكّ أقوام عن إثارة الشّبهات حول الإسلام، ليَسْتعْدُوا أعداءَ الله على دين الله: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٨)} [الصّف]، ومن هذه الشّبهات دعوى انتشار الإسلام بالسّيف.
ومن تدبّر القرآن الكريم علم أنّ الله تعالى قد أمر بالقتال لأغراض، منها: القتال لدفع الظّلم، قال تعالى:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ} أي للمؤمنين أن يُقَاتِلوا، وهذه أول آية نزلت في الجهاد {بِأَنَّهُمْ} أي بسبب أنَّهم {ظُلِمُوا} لظلم الكافرين لهم والّذي دام قرابة ثلاثة عشر عاماً {وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩)} وهم {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ... (٤٠)} [الحج].
فهاتان الآيتان نزلتا بعد أن مكث النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ في مكّة ثلاث عشرة سنة ممنوعين من القتال مأمورين بالصّبر على أذى الكفّار، حتّى أذن لهم بالقتال بعد الهجرة لدفع الظّلم، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ... (٧٧)} [النّساء].
فالقرآن المكيّ خلا تماماً من الحضّ على القتال رغم الأذى الّذي لحق بالنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ، فكيف يُقال: الإسلام انتشر بالسّيف؟! هذه والله شبهة هالكة.