للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم -، وقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: هما ريحانتاي من الدُّنيا " (١) فهذا ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يصرِّحُ بأنّ قتلة الحسين هم أهل العراق الّذين يسألون عن الشيء اليسير وقد فرَّطوا بالشيء الجليل! ولم يَقُلْ قتله أهل الشّام.

وأخرج نحوه أحمد بسند صحيح عن ابن أبي نعم، قال: " كنْتُ عند ابن عمر، فسأله رجلٌ عن دَمِ البعوض، فقال: ممّن أنت؟ قال: من أهل العراق، قال: انظروا إلى هذا يسألُني عن دَم البعوض وقد قتلوا ابنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد سَمعْتُ رَسُولَ الله يقول: هما ريحانتي من الدُّنيا ـ رضي الله عنهما ـ " (٢).

أمَّا خبر جعدة فلا يصحُّ، وقد أنكره ابن كثير، فقال: " وروى بعضهم أنّ يزيد بن معاوية بعث إلى جعْدة بنت الأشعث أنْ سمِّي الحسن وأنا أتزوجك بعده، ففعلت؛ فلمّا مات الحسن بعثتْ إليه، فقال: إنّا والله لم نرضك للحسن أفنرضَاكِ لأنفسنا؟ وعندي أنّ هذا ليس بصحيح، وعدم صحّته عن أبيه معاوية بطريق الأَوْلَى والأحرى " (٣).

خاب وخَسِر من افترى الكذب على دولة بني أميّة

لا معنى لكلام من يطعن في دولة بني أميَّة؛ فقد جمعت دولتهم خير النَّاس: الصَّحابة، والتَّابعين، وأتباع التَّابعين، فحظيت بقول النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: " خير النّاس قرني (٤)، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم " (٥).


(١) البخاري " صحيح البخاري " (م ٢/ج ٤/ص ٢٠٩) كتاب أحاديث الأنبياء.
(٢) أحمد " كتاب فضائل الصّحابة " (م ٢/ص ٧٨١/رقم ١٣٩٠).
(٣) ابن كثير " البداية والنّهاية " (ج ٨/ص ٤٣).
(٤) القرن من النَّاس: أهل كلِّ مدَّة كان فيها نبيِّ أو طبقة من أهل العلم والفضل قَلَّتْ السّنون أو كثرت، والمراد هنا: جيل الصّحابة الَّذين أدركوا النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وجيل التّابعين الّذين أدركوا الصَّحابة، وجيل أتباع التَّابعين الّذين أدركوا التَّابعين الأوائل.
(٥) البخاري " صحيح البخاري " (م ٢/ج ٤/ص ١٨٩) كتاب أحاديث الأنبياء.

<<  <   >  >>