للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن أبان بن صالح عن قبيصة بن ذؤيب، قال: " كان عبد الملك قد هَمَّ بالمنبر، فقال له قبيصة: أذكّرك الله ـ عزّ وجلّ ـ أن تفعل هذا وأن تحوِّلَه؛ إنّ أمير المؤمنين معاوية حرّكه فكسفت الشّمس " (١).

فأمّا محمّد بن عمر، فهو الواقدي: متروك. وسويد بن عبد العزيز، قال عنه الحافظ: ضعيف (٢). وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، قال عنه الحافظ: متروك (٣).

والمتن لا يصحُّ؛ فقد ثبت في الصّحيحين قولُ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: " إنّ الشّمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد من النّاس، ولكنّهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموهما فقوموا فصلّوا " (٤).

دعوى أنّ معاوية دَسَّ السُّمَّ للحسن

أمّا الأخبار الّتي فيها اتّهام لمعاوية بدم الحسن ـ رضي الله عنه ـ فلا تصحّ، ومنها قول الواقدي: " وقد سمعت بعض من يقول: كان معاوية قد تلطّف لبعض خدمه أن يسقيه سمّاً" (٥).

ولا يعتبر نقل الذَّهبيّ والسّيوطيّ وابن حجر وغيرهم من أئمة أهل السُّنَّة عن الواقديّ مبرراً لأن نعتمد روايته؛ لأنّهم نقلوا عنه في كتب ليست بمظنّة الحِجَاج والتّعليل، ولهم أقوال صريحة وصحيحة فيه في كتب التّراجم والجرح والتّعديل، وهي المعتمدة عند


(١) الطّبري " تاريخ الأمم والملوك " (ج ٤/ص ١٧٨).
(٢) ابن حجر " تقريب التّهذيب " (ص ٢٦٠/رقم ٢٦٩٢).
(٣) ابن حجر " تقريب التّهذيب " (ص ١٠٢/رقم ٣٦٨).
(٤) البخاري " صحيح البخاري " (م ١/ح ٢/ص ٢٤) كتاب الكسوف. ومسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٣/ج ٦/ص ٢٠٠) كتاب الكسوف.
(٥) الذّهبي " سير أعلام النّبلاء " (ج ٣/ص ٢٧٤) والواقدي يضع الحديث ويروي عن مجاهيل، وقد تقدّمت ترجمته.

<<  <   >  >>