للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نص كتاب الصّلح (وثيقة التّحكيم) كما في " كتاب الثّقات "

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان: قاضى عليٌّ على أهل العراق ومن كان معه من شيعته من المسلمين، وقاضى معاوية على أهل الشام ومن كان معه من شيعته من المسلمين، أنَّا ننزل على حكم الله وكتابه، فما وجد الحكمان في كتاب الله فهما يتبعانه، وما لم يجدا في كتاب الله فالسُّنَّة العادلة تجمعهما. وهما آمنان على أموالهما وأنفسهما وأهاليهما، والأمَّةُ أنصار لهما على الذي يقضيان عليه، وعلى المؤمنين والمسلمين.

والطائفتان كلتاهما عليهما عَهْدُ الله وميثاقه أن يَفِيَا بما في هذه الصحيفة على أن بين المسلمين الأمنُ ووضع السِّلاح وعلى عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص عهد الله وميثاقه ليحكما بين الناس بما في هذه الصحيفة على أن الفريقين جميعاً يرجعان سنةً، فإذا انقضت السنة إن أحبّا أن يرُدَّا ذلك رَدّا، وإن أَحَبَّا زادا فيهما ما شاء الله، اللهمَّ إنا نستنصرك على من ترك ما في هذه الصحيفة " (١).

عدد القتلى في صفّين وزمن القتال

اضطربت الرّوايات في كتب التّاريخ في عدد القتلى من الفريقين في صفّين، بين مُكْثر ومُقِلّ، وهذا الاضطراب وحده في عدد القتلى يضعف تلك الرّوايات ويجعلها غير مقبولة.

ومن جملة ذلك ما ذكر المسعودي عن أحمد الدّورقي، عن يحيى بن معين " أن عدد من قتل بصفّين من الفريقين في مائة يوم وعشرة أيّام مائة ألف وعشرة آلاف من النّاس: من أهل الشّام تسعون ألفاً، ومن أهل العراق عشرون ألفاً " (٢).

أي أنّه كان يُقْتَلُ بمعدّل ألف كلّ يوم، ونسبة هذا الكلام ليحيى بن معين لا تصحّ؛


(١) محمّد بن حبّان " الثقات " (ج ٢/ص ٢٩٣).
(٢) المسعودي " مروج الذهب " (م ٢/ص ٤١٢).

<<  <   >  >>