والمؤمنة حريصة على معرفة ما كان عليه السّلف الصّالح، وما كانت عليه أمّهات المؤمنين؛ فلها فيهنّ بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة! ولعمري إنّ الفقه في الدّين علامة خير، قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: " من يرد اللهُ به خيراً يفقّهه في الدِّين "(١)، وقال تعالى: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (١٩)} [الرّعد].
ولا أدري كيف يجرؤ أحد على رمي أمهّات المؤمنين، والله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٢٣)} [النور] فما بالك إذا كانت المحصنة الغافلة المؤمنة أمّاً من أمّهات المؤمنين، وزوجة لسيّد المرسلين - صلى الله عليه وسلم -، ومن آل بيته المطهّرين!
هذه جملة من الآداب أمر الله تعالى بها نساء النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ونساءُ المؤمنين تَبَعٌ لهنّ، فقد أراد الله تعالى أن يجعلهنّ مثلاً صالحاً وأسوة حسنة للنساء من بعدهنّ فطهّر ظاهرهنّ
(١) البخاري: " صحيح البخاري " (م ٤/ج ٨/ص ١٤٩) كتاب الاعتصام بالكتاب.