للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلّة النّقص لا يجهلها مسلم، فنقص العقل كون شهادة الرجل بشهادة امرأتين، ونقص الدّين كون المرأة إذا حاضت لا تصوم ولا تصلّي. ونقص العقل والدّين في هذين الموضعين (الشهادة والحيض) ليس موجباً نقص الفضل بالكليّة، فالنَّاس يتفاضلون في غير ذلك.

وهذا الحديث الشّريف خاطب فيه النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - معشر النّساء، ولم يخاطب فيه أمّهات المؤمنين، فقد روى البخاري عن أبي سعيد الخدري، قال:

" خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أضحى أو فطر إلى المصلّى فمرّ على النّساء فقال: يا معشر النّساء تصدّقنَ فإنّي أريتكنّ أكثر أهل النّار، فقلنَ: وبمَ يا رسول الله؟ قال: تكفرْنَ العشير، ما رأيتُ من ناقصات عقل ودين أذهبَ للبّ الرّجل الحازم من إحداكنّ. قلْنَ: وما نقصانُ ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادةُ المرأةِ مثلَ نصف شهادةِ الرّجل؟ قُلنَ: بلى. قال: فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تُصلّ ولم تصم؟ قُلْنَ: بلى. قال: فذلك من نقصان دينها " (١).

ما أحوج الأمّة أن تعود نساؤها كأمّهات المؤمنين! وما أحوجنا إلى جيل كأمثال الصّحابة! وليس هذا على الله بعزيز. وليتحقق ذلك، يجب أن تقرأ نساؤنا ما نزل بحقّ أمّهات المؤمنين وحقهنّ، ويجعَلْنَه واقعاً في حياتهنّ، قال تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (٣٢) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ... (٣٣)} [الأحزاب] وقال تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ... (٣٤)} [الأحزاب].

وقال تعالى خطاباً لنبيّه - صلى الله عليه وسلم -: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ


(١) البخاري "صحيح البخاري " (م ١ / ج ١/ص ٧٨) كتاب الحيض، وأخرجه في كتاب الزّكاة. وأخرجه مسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ١/ج ٢/ص ٦٥) كتاب الإيمان.

<<  <   >  >>