للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ؟ قال: كُلّما قال شيئا قالوا: اللهُ ورسوله أمَنُّ، قال: لو شئتم قلتُم: جِئتَنا كذا وكذا، ألا تَرضَونَ أن يذهبَ النّاسُ بالشّاةِ والبعير، وتذهبون بالنَّبيِّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ إلى رِحَالكم، لولا الهجرةُ لكنتُ امرأ من الأنصار، ولو سلك النّاس وادياً وشِعْباً لسلكتُ وادي الأنصار وشعبها، الأنصارُ شِعَارٌ والنّاسُ دثارُ (١) إنّكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتّى تلقوني على الحوض " (٢).

قتال جبريل وميكائيل عنه ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ

رأى سعد بن أبي وقّاص ـ رضي الله عنه ـ الملائكة يوم أحد تقاتل مع النَّبيِّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ وتدافع عنه، وهذه واحدة من مناقبه ـ رضي الله عنه ـ الثّابتة، فقد رأى رجلين عليهما ثيابٌ بِيْضٌ يقاتلان عن النَّبيِّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ كأشدّ القتال، روى مسلم عن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال:

" رأيتُ عن يمين رسول الله ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ وعن شماله يومَ أُحُدٍ رجلين عليهما ثيابُ بَيَاض، ما رأيتهما قبلُ ولا بعدُ، يعني جبريل وميكائيل ـ عليهما السّلام ـ " (٣).

نصرة أبي طالب للنَّبيِّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ مع أنه لم يكن على دينه

كان عمّه أبو طالب عضداً له وناصراً، فقد كَفِله من يوم مات فيه جدُّه عبد المطَّلب، واستمر على نصرته بعد أن بُعث إلى أن أدركه الموت. ولم تنل قريش من رسول الله ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ من الأذى في حياة أبي طالب ما كانت تطمع به! فقد كان يردُّ عنه الأذى، ويمنعهم من الوصول إليه، وهو مقيم على دين قومه!

روى الحاكم بإسناد جيّد عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن النَّبيِّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ قال: " ما زالت


(١) الشّعار هو الثّوب الّذي يلي الجلد، والدّثار ما يجعل فوق الشّعار، وأراد النّبيّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ أنّهم بطانته وخاصّته وأنّهم الأقرب إلى نفسه.
(٢) البخاري " صحيح البخاري " (م ٣/ج ٥/ص ١٠٤) كتاب المغازي، ومسلم " صحيح مسلم بشرح النّوويّ " (م ٤/ج ٧/ص ١٥١) كتاب الزّكاة.
(٣) مسلم " صحيح مسلم بشرح النّوويّ " (م ٨/ج ١٥/ص ٦٦) كتاب الفضائل.

<<  <   >  >>