للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَمَنْ وَجَدَ فيها ملجأ أو معاذاً فليَعُذ به " (١).

وما أخرجه أحمد بإسناد صحيح عن خرشة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ستكونُ من بعدي فتنةٌ النّائمُ فيها خيرٌ من اليقظان، والقاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائمُ فيها خيرٌ من السّاعي، فمن أَتَتْ عليه فليمشِ بسيفه إلى صفاةٍ فليضْرِبْه بها حتّى ينكسر، ثمّ ليَضْجَع حتّى تنجلي عمّا انجلتْ " (٢).

وما أخرجه أحمد بإسناد حسن عن زياد بن مُسْلِم، عن أبي الأشعث الصّنعاني قال: بعثنا يزيد بن معاوية إلى ابن الزُّبير فلمَّا قَدمتُ المدينة دخَلْتُ على فُلان سمّى زياد اسمه، فقال: " إنَّ النّاس قد صنعوا ما صنعوا فما ترى؟ فقال: أوصاني خليلي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - إن أدركتَ شيئاً من هذه الفتن فاعْمَدْ إلى أُحُدٍ فاكسر به حدَّ سَيْفكَ، ثمَّ اقْعُدْ في بيتك، قال: فإنْ دخَلَ عليكَ أحَدٌ إلى البيت فقم إلى المَخْدع، فإن دخل عليك المخدع فاجْثُ على ركبتيك، وقل: بُؤْ بإثمي وإثمِكَ فتكونَ من أصحاب النَّار، وذلك جزاء الظّالمين، فقد كسرتُ سيفي وقعدتُ في بيتي " (٣).

أحاديث الوعيد على من حمل السّلاح على أخيه المسلم

وأهل السّنّة مجمعون على تحريم الطّعن على أحد من أصحاب النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بسبب ما جرى بينهم، حتّى لو عُرِف المحقّ منهم؛ لأنّهم لم يقاتلوا على الدّنيا، ولا قاتلوا عن جهل، أو اتّباع هوى، وإنّما هم مُتَأوّلون مجتهدون فمن أصاب منهم فله أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد وهو أجر الاجتهاد؛ ذلك أنّ المجتهد المتأوّل من آحاد النّاس له أجر وإن أخطأ، فما ظنّك بالصّحابة الّذين هم أكمل اجتهاداً وأحسن تأويلاً! ولذلك فإنّ مخطئهم كمصيبهم في أصل الأجر والثّواب وتحرّي الحقّ والصّواب.


(١) البخاريّ " صحيح البخاريّ " (م ٤/ج ٨/ص ٩٢) كتاب الفتن.
(٢) أحمد " المسند " (ج ١٣/ص ٢٣٣/ رقم ١٦٩٤٧).
(٣) أحمد " المسند" (ج ١٤/ص ٢٦/رقم ١٧٩٠٥).

<<  <   >  >>