للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إخبار النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - عن الحروريّة وأنّ عليّاً سيقاتلهم على التّأويل

ماذا أخبر النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن الحروريّة (الخوارج)؟ وبماذا نعتهم؟ وهل في هؤلاء القوم علامة؟ وماذا صنعوا حتّى يقاتلهم عليّ ـ رضي الله عنه ـ في النّهروان ويستبيح دماءَهم؟

الله تبارك وتعالى عَرَضَ على نبيّه - صلى الله عليه وسلم - ما هو كائن في أمّته حتّى تقوم السّاعة، لحديث أحمد وغيره عن أمِّ حبيبة عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: " رَأَيْتُ مَا تَلْقَى أُمَّتِي بَعْدِي وَسَفْكَ بَعْضِهِمْ دِمَاءَ بَعْضٍ وَسَبَقَ ذَلِكَ مِن الله تَعَالَى كَمَا سَبَقَ فِي الأمم فسألتُه أَنْ يُوَلِّيَنِي شَفَاعَة يَوْمَ الْقِيَامَةِ فيهم، ففعل " (١).

وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - بأمر الخوارج وذكر أوصافهم، وجاء نَعْتُه لهم كفلق الصّبح في عهد الخليفة الرّاشد عليّ ـ رضي الله عنه ـ، وذلك من دلائل وعلامات النُّبوَّة الّتي لا تعرف إلاّ بالوحي، فقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنّهم سيخرجون في آخر زمان خلافة النُّبوَّة، وذمّهم - صلى الله عليه وسلم - في غير حديث، وحرّض على قتلهم، وأخبر أنّ في قتلهم أجراً، أخرج البخاريّ عن عليّ أنّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

" سيخرج قومٌ في آخر الزّمان حُدّاثُ الأسنان سفهاءُ الأحلام، يقولون من خير قول البريّة، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السَّهمُ من الرَّميّة، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإنّ في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة " (٢).

وأخبر - صلى الله عليه وسلم - أنّهم شَرُّ الخلق، أخرج مسلم عن أبي ذرّ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " سيكون بعدي من أمّتي قومٌ يقرؤون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدّين كما


(١) أحمد " المسند " (ج ١٨/ص ٥٣٨/رقم ٢٧٢٨٣) وإسناده صحيح، وأخرجه الحاكم في " المستدرك " (ج ١/ص ٦٨) كتاب الإيمان، وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه، ووافقه الّذهبي.
(٢) البخاريّ " صحيح البخاري " (م ٤/ج ٨/ص ٥٢) كتاب استتابة المرتدّين. ومسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٤/ج ٧/ص ١٦٤) كتاب الزّكاة.

<<  <   >  >>