وقد بدأت دولة بني أميَّة سنة إحدى وأربعين من الهجرة بعد تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية، واستمرّت إلى سنة مائة واثنتين وثلاثين من الهجرة. ومن قرأ تاريخ عهد بني أميَّة عجب من القادة الأعلام الَّذين نشروا الإسلام في طول البلاد وعرضها في ذلك الزّمان، ففي عهد الوليد بن عبد الملك وحده، فتح قتيبة بن مسلم الباهليّ: بُخارى، وسَمَرْقند، وخوارِزْمَ، وطشْقَنْد ... ونَشَرَ الإسلامَ فيها وكان يومها عاملاً على خُرسان للحجّاج بن يوسف الثَّقفيّ.
كما وجّه الحجّاج محمَّد بن القاسم إلى بلاد السِّند (باكستان وأفغنستان) فكان له فتح مَكران والدّيبل والملتان ... وتمّ في عهد الوليد أيضا فتح الأندلس، حيث فتح طارق بن زياد قُرْطُبة، وغرناطة، وطليطلة ... والتقى مع موسى بن نصير في طليطلة، فكان فتح إشبيلية، وماردة، وباجة ...
ولو لم يكن لدولة بني أميَّة سوى أنّها أنجبت عمر بن عبد العزيز لكفى!