فضلاً عن أنّهم يريدون أن يكون النّاسُ كلُّهم مثلهم في ميلهم إلى الباطل، قال تعالى: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (٢٧)} [النّساء].
وبالجملة فإنّ منشأ هذا الأذى ينبعُ من كرههم للحقّ الّذي جاء به - صلى الله عليه وسلم -، وقد قال ورقة للنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يوماً:" لم يأْتِ رجل بما جئت به إلا أوذي "(١).
أمّا سبب إثارة الشُّبهات وتفشِّيها في هذا العصر، فذلك لسرعة انتشار الإسلام شرقاً وغرباً، وعَجْز أعداء الإسلام عن منعه من فتح القلوب والعقول ...
وسنعرض في هذا القسم أبرز الشّبهات السّقيمة والدّعاوى العليلة الّتي يحتجّون بها، وسنردّ عليها بإجمال وإيجاز، فلعلمائنا الأوائل في هذا الميدان عطاء ثَرٌّ يستحق أن يُطْلَب من مظانّه.
وأنا والله، لا أدافع عن الإسلام؛ إذ ليس للإسلام سَوْءَةٌ أدافع عنها! ولكنّ الله شرع لنا الرَّد على الشّبهات، فالقرآن الكريم لم يُخْفِ هذه الشّبهات، وإنّما حدَّثنا عنها وكذّبها، يقول تعالى مخبراً عن قِيْل بعض المشركين: {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ... (١٠٣)} [النّحل] فردّ الله
(١) البخاري "صحيح البخاري " (م ٣/ ج ٦/ ص ٨٨) كتاب تفسير القرآن.