وليزكِّ نفسه؛ فقد أقسم مولانا تبارك وتعالى أحدَ عشرَ قسماً في سورة الشّمس على فلاح من زكّى الله نفسه، أو زكّى نفسه بالطّاعة، فقال: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (١)} هذان قَسَمَان {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (٢)} قسم ثالث {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (٣)} قسم رابع {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (٤)} قسم خامس {وَالسَّمَاءِ} قسم سادس {وَمَا بَنَاهَا (٥)} قسم سابع {وَالْأَرْضِ} قسم ثامن {وَمَا طَحَاهَا (٦)} قسم تاسع {وَنَفْسٍ} قسم عاشر {وَمَا سَوَّاهَا (٧) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)} القسم الحادي عشر {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (٩) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (١٠)} [الشّمس] على هذا أقسم الله تعالى، فتدبّر.
أعوذ بالله أن أكون عند نفسي عظيماً وعند الله حقيراً! اللهمّ اجعلني من الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (٢٤)} [الحجّ] اللهمّ {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (٨٤)} [الشّعراء] {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (٤١)} [إبراهيم].
وختاما، اللهَ أسألُ أن يسبغ على من طالع هذا الكتاب أو قدّمه أو اشتغل به أو أعانني عليه نِعَمَه تَتْرى، وأن ينفعه به {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)} [الشّعراء] إنّه سميع مجيب، وآخر دعوانا {أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٠)} [يونس].
* * *
(١) وفي آخر آية نزلت اختلاف، انظر " الإتقان في علوم القرآن " للسّيوطي (ج ١/ ص ٥٧)