ولبث عشر سنين يتبع النّاس في منازلهم في الموسم ومَجَنَّة وعُكَاظ ومنازلهم من منى، وهو يقول:" من يؤويني، من ينصرني، حتّى أبلّغ رسالات ربّي؛ فله الجنَّة؟ فلا يجد أحداً ينصره ولا يؤويه حتّى أنّ الرّجل ليرْحَل من مِصْر أو من اليمن إلى ذي رحمه، فيأتي قومه، فيقولون له: احذر غلام قريش لا يفتنك "(١).
وتُكْسَر رباعيَّتُه يوم أُحُد، ويشجّ في رأسه وليس له من الأمر شيء! ويموت ابنه، وتقذف زوجته، ويظهر الله على يديه المعجزات، وهم يتظاهرون عليه، ويقولون ما أخبر الله تعالى عنه: {وَقَالُوا يَاأَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (٦)} [الحجر]، فيكذبهم الله {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢)} [التكوير].