الحمد لله الذي أبدع كل شيء فأحسنه؛ وأرسل رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بهذا الدين فبلغه وبينه؛ واختار له من الأصحاب والأتباع من نهضوا بنقله وتلقينه، وحفظه وتدوينه، حتى بلغ الخلف كما تلقاه السلف، غضاً طرياً مدى العصور.
أما بعد:
فقد أوجب الله على المسلمين طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأمر بها في كتابه الكريم كقوله سبحانه:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر: ٧]؛
فجعل الله حبه في طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. وذلك لأن الله أنزل القرآن مجملاً، ووكل تفسيره إلى رسوله، فكان من وظيفته صلى الله عليه وسلم أن يبين القرآن بأقواله وأفعاله وتقاريره.
وقال تعالى في سورة النساء:{وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}[النساء: ١١٣].
فذكر الله الكتاب وهو القرآن الكريم، والحكمة وهي السنة المطهرة.