للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٨٩٥- وقال زهير يصف فرساً [طويل] :

بذي ميعة لا موضع الرمح مسلم ... لبطء ولا ما خلف ذلك خاذله

فأخذه القطامي ووصف إبلاً فقال وتقدم في الإحسان [بسيط] :

يمشين زهواً فلا الأعجاز خاذلة ... ولا الصدور على الأعجاز تتكل

٨٩٦- وقال أبو دؤاد وهو أول من نطق بهذا المعنى يصف فرساً [بسيط] :

ظللت أخضبه كأنه رجل ... دامي اليدين على علياء مسلوب

يعني أخصبه من دم الصيد، فأخذ هذا زهير فقال وأحسن يصف حماراً [وافر] :

يظل كأنه رجل سليب ... على علياء ليس له رداء

٨٩٧- وقال زهير [طويل] :

إذا شل ريعان الجميع مخافة ... يقول جهاراً ويلكم ما تنفروا؟

فأخذه الأعشى وزاد زيادة لطيفة تقدمه بها فقال [كامل] :

نعم، يكون إحجازه أرماحنا ... وإذا يراع فإنه لن يطردا

٨٩٨- وقال الأعشى يصف ناقته [متقارب] :

كتوم الرغاء إذا هجرت ... وكانت بقية ذود كتم

فأخذه الكميت فزاد أحسن زيادة فقال [طويل] :

كتوم إذا ضج المعلي كأنها ... تكرم عن أخلاقهن وترغب

٨٩٩- وقال المسيب يصف سيرورة شعره:

بها تنفض الأحلاس ... ... ... آخر القيل وتضمر

فأخذه الأعشى فقال وأحسن [طويل] :

به تنفض الأحلاس في كل منزل ... وتعقد أطراف الحبال وتطلق

فأخذه.. يصف الفرس [متقارب] :

هتوف تطيعك أطرافها ... ويأبى لها كبراً زو [ر] د

فقال الشماخ وأحسن، وتقدم الناس في هذا المعنى [طويل] :

وذاق فأعطته من اللين جانباً ... كفى ولها أن يغرق السهم حاجز

٩٠٠- وقال ابن أبي خازم [وافر] :

إذا ما المكرمات رفعن يوماً ... وقصر مبتغوها عن مداها

فضاقت أذرع المثرين عنها ... سما أوس إليها فاحتواها

فأتى بالمعنى في بيتين فأخذه الشماخ وأحسن العبارة عنه فقال [وافر] :

إذا ما راية رفعت لمجد ... تلقاها عرابة باليمين

٩٠١-ومثل هذا قول جميل [طويل] :

تهاكم ثوباها فأما إزارها ... فصار له عند القسام كثيب

وصار لأعلى البرد منها متبل ... لطيف كخيط الخيزران رطيب

فأخذ هذا المعنى ابن ميادة فأحسن في اختصاره في بيت واحد فقال [طويل] :

تساهم ثوباها ففي الدرع رأدة ... وفي المرط لفاوان ردفهما عبل

٩٠٢- وقال هدبة بن خشرم [وافر] :

ألا ليت الرياح مسخرات ... بحاجتنا، تباكر أو تؤوب

فقال جميل وتقدمه وأحسن [طويل] :

فيا ليت أن الريح بيني وبينكم ... ببعض الذي أهدي إليك بريد

[باب]

[تكافؤ المتبع والمبتدع في إحسانهما]

٩٠٣- قال امرؤ القيس وهو أول من نطق بهذا المعنى [طويل] :

فلو أنها نفس تموت جميعها ... ولكنها نفس تساقط أنفساً

فقال عبدة بن الطبيب وأبرز المعنى في عبارة مرهفة فتكافأ إحسانهما فيه [طويل] :

فما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما

٩٠٤- وقال الأعشى [طويل] :

إذا حاجة ولتك لا تستطيعها ... فخذ طرفاً من غيرها حين تسبق

فقال عمرو بن معدي كرب [وافر] :

إذا لم تستطع شيئاً فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع

فتكافأ في هذين [البيتين] ، سواء المتبع والمبتدع تكافؤ لا يخفى على من يعرف أسرار الكلام.

٩٠٥- وقال زيد الخيل الطائي [طويل] :

أعلقم لا تكفر جوادك بعد ما ... نجا بك من بين المنايا الحواضر

ونجاك يوم الروع إذا حضر الوغى ... مسح كفتخاء الجناحين كاسر

فأخذه [النجاشي الحارثي] فقال [طويل] :

ونجي ابن حرب سابح ذو علالة ... أجس هزيم والرماح دواني

إذا قلت أطراف الرماح ينلنه ... مرته به الساقان والقدمان

٩٠٦- وقال عدي بن زيد [خفيف] :

بفلاة كأنما الضب فيها ... حين يومي نعامة أو بعير

فأخذه الحطيئة في الإسلام فقال [طويل] :

بأرض ترى فرخ الحباري كأنه ... بها راكب موف على ظهر فرقد

٩٠٧- وقال النابغة [بسيط] :

يوم بأجود منه سيب نافلة.

[٩٠٨ قال امرؤ القيس [طويل] :]

كأن قلوب الطير رطباً ويابساً ... لدى وكرها العناب والحشف البالي

فمن أقبح الإساءة قول أبي صخر الهذلي [طويل] :

<<  <   >  >>