للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إرنان ثكلى فقدت حميما ... فهي ترثى بأبي وابنما

[١٠٥٣وقال الآخر وملح [كامل] :]

[و] لقد حلبت المحل من رماحة ... جذاء ميتة العروق جماد

يعني قوساً رمى عنها فقتل صيدا.

[١٠٥٤أنشدنا أبو عمر قال أنشدنا أحمد بن يحيى [طويل] :]

وخلقته حتى إذا تم واستوى ... كمخة ساق أو كمتن إمام

قرنت بحقويه ثلاثاً فلم يزغ ... عن القصد حتى بصرت بدمام

يصف سهماً. وخلقته: ملسته. والامام: الخيط الذي يشد البناء عليه عمله. وحقو السهم: موضع الريش. بصرت من البصيرة وهي الدم. والجمع بصائر. والدمام: كل ما طليت به شيئاً. والتاء في بصرت راجعة على القذذ الثلاث. والمعنى أنه رمى فأصاب ريشه دم الصيد.

[١٠٥٥وقال الراعي [وافر] :]

بسهم حيث قال القلب منها ... بحجري ترى فيه اضطمارا

يصف سهما. وحجري: منسوب إلى حجر اليمامة، وهي قصبتها. وقوله: "قال"، من القائلة، أي حيث سكن، يعني من الرمية. وقوله "ترى فيه اضطمارا" يعني لصوق الريش بالسهم.

[أحسن ما قيل في وصف الترسة من أبيات المعاني]

[١٠٥٦ فمن أحسن ما قيل في ذلك. ما أنشده أحمد بن يحيى عن الأصمعي [طويل] :]

أواقد لا آلوك إلا مهنداً ... وجلد أبى عجل وثيق القبائل

قال يعني ترساً عمل من جلد ثور. والثور: أبو العجل. ومهند: سيف منسوب إلى الهند. والقبائل: قبائل الرأس، أي هو ثور مسن شديد. وآلوك: لا أقصر عنك إلا بمهند. وواقد: اسم رجل.

[١٠٥٧ وأنشد الأصمعي قول أوس بن حجر [طويل] :]

وذو بقر من صنع يثرب مقفل ... وأسمر داناه الهلالي يعتر

ذو بقر: ترس من جلد بقر. ومقفل [يابس. وأسمر: يعني رمحاً. وإذا كان الرمح أسمر كان أقوى] وأشد لأنه يكون قد نضج. ويعتر: يهتز ويضطرب. قال أبو عبيدة: ذو بقر: كنانة. وأسمر يعني درعاً. وداناه أي دانا حلق الدرع. ويعتر: اسم الزناد.

[١٠٥٨ وقال المرار الفقعسي [وافر] :]

وأصحرنا ولا عطف علينا ... لهم غير المحامل والجنان

المحامل: من حمائل السيف. والجنان: الترسة. أصحرنا: صرنا في الصحراء.

[أحسن ما قيل في وصف الضرب والطعن والشجاج من أبيات المعاني]

[١٠٥٩ فمن مليح ما قيل في ذلك قول الفرزدق [طويل] :]

ترى في نواحيها الفراخ كأنما ... جثمن حوالي أم أربعة طحل

يصف شجة. والفراخ: جمع فرخ وهو الدماغ. يقال له فرخ يعني أنها قطعت دماغه أربع قطع فكأنها فراخ حول حمامة.

١٠٦٠ وقال الفرزدق أيضاً [طويل] :

ونحن ضربنا هامة ابن خويلد ... يزيد على أم الفراخ الجواثم

ونحن ضربنا من شتيرين خالد ... على حيث تستقيه أم الجماجم

أم الفراخ: الهامة، وكذلك أم الجماجم. والجوائم: فراخ الدماغ.

[١٠٦١ ومن عويص هذا الباب قول عبد مناف بن ربع الهذلي [بسيط] :]

فالضرب هيقعة والطعن شعشعة ... ضرب المعول تحت الديمة العضدا

وللقسي أزاميل وغمغمة ... حس الجنوب تسوق الماء والبردا

هيقعة: ضرب له صوت شديد. ويقال بل هو تشبيه صوته. وقيل بل عنى أنه قريع أي واسع. والهيقعة فجوة بين شيئين. وشعشع الشيء: حركه وخضخضه. والعضد: الضرب بالمعضد. وهو سيف صغير يمتهن في الشجر. عضدها يعضدها عضداً. والمعول: الذي ضرب لغنمه عالة وهي كالحصيرة. وذلك أنه إذا أصابه المطر جاء إلى شجرة فضربها بالمعضد حتى يقطعها ثم يحملها فيضعها على شجرة أخرى لتصفق، وتصير الغنم تحتها لتظلها من المطر. فذلك التعويل. وشبه حس القوس بصوت الجنوب تزجى سحاباً فيه برد. وإذا كان في السحاب مطر سمعت له أزيزاً.

[١٠٦٢ومن مليح ما قيل في هذا المعنى قول أبي خراش [طويل] :]

فنهنهت أولى القوم عنى بضربة ... كأوشجة العذراء ذات القلائد

يعني ضربة رعبلت أوصال المضروب كما يغلق وشاح الفتاة. فشبهها وخروج الدم منها بذلك.

[١٠٦٣وقال رجل من أزد شنوءة [طويل] :]

وطعنة خلس قد طعنت مرشة ... يقطع أحشاء الدعيب شهيقها

إذا باشروها بالسبار تقطعت ... تمنطق أم البيت شيب غبوقها

<<  <   >  >>