وخضراء في وكرين عريت رأسها ... لأبلى إذ فارقت في صحبتي عذرا
خضراء: قارورة. وكرين: علافين. عريت: حركت. أبلى عذرا: لا ألام.
وأسود ولاج على الناس لم يلج ... بإذنٍ ولم يقرن على نفسه وزرا
يعني الخطاف.
قبضت عليه الكف ثم تركته ... ولم أتخذ إرساله عنده ذخرا
تركته: دليته في البئر.
وواردةٍ فرداً وذات قرينةٍ ... تبين ما قالت وما نطقت شعرا
يريد قطاةً وردت الماء. وإذا صوتت علم أنها قطاة.
ومنسرحٍ بين الرجا ليس يشتكي ... إذا ضج وابتلت قوائمه فتشا
يريد دلواً. وقيل إنه يريد اللسان. وروي في هذا "بين الرحى" يريد رحى الفم.
وحاملةٍ في غير بطنٍ ولم تلد ... إذا ولدت إلا أخا بدرةٍ بكرا
حاملة يعني جعبةً فيها ستون سهماً. وبدرا: من قولك بدره، إذا عجل.
وأسمر قوامٍ إذا نام صحبتي ... خفيف الثياب لا يواري له إزرا
أسمر يعني رمحاً. وقوام: يركز. والأزر: الذكر.
على رأسه أم لنا نهتدي بها ... جماع أمورٍ لا نعاصي لها أمرا
أم لنا: خرقة راية قومٍ. بها نهتدي. وجماع أمورٍ. يقول أمر الجماعة إليها.
إذا نزلت قيل انزلوا وإذا غدت ... عدت ذات برزيقٍ تخال بها فخرا
وأفصم سياجٍ مع الحي لم يدع ... تراوح حافات السماو له صدرا
برزيق: جماعة. وافصم: انكسر رأسه مما يشد به، ويريد الخلال الذي يشك به شقة البيت من الشعر، انكسر من كثرة ما يستعمل.
وأصغر من قعب الوليد ترى به ... بيوتاً منباتٍ وأوديةٍ خضرا
يعني العين.
[أحسن ما قيل في وصف النار]
١٣٨١ أخبرنا محمد بن يحيى قال أخبرني القلابي قال حدثني العتبي قال سمعت أعرابيةً وهي تصف حسنها في شبابها فقالت: "لو رأيتني وأنا شابة لرأيت أحسن من النار الموقدة في الليلة القرة في عين المقرور".
[١٣٨٢ قال محمد بن يحيى: وأحسن ما قيل في النار [طويل] :]
ومستنبحٍ بعد الهدو دعوته ... يشقراء مثل الفجر ذاك وقودها
فقلت له: أهلاً وسهلاً ومرحباً ... بموقد نار محمد من يرودها
فإن شئت أثويناك في الحي مكرماً ... وإن شئت أبلغناك أرضاً تريدها
١٣٨٣ أنشدنا محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا الشماخ قال: ولم يقل في وصف النار أحسن من هذا [وافر] :
رأيت وقد أتى نجران دوني ... وليلى دون منزلها السدير
لليلى بالعنيزة ضوء نار ... يلوح كأنها الشعرى العبور
إذا ما قلت أخمدها ... زهاها
سواد الليل والريح الدبور
١٣٨٤ أنشدنا علي بن أحمد النوفلي قال أنشدني أحمد بن أبي طاهر لابن اراكة الواليسي. قال ولم يقل في هذا المعنى أحسن منه [طويل] :
لمن ضوء نار بالبطاح كأنها ... من الوحش بيضاء البان سلوب
إذا صد عنها الريح قرب ضوءها ... من الأثل فرع يابس ورطيب
يراها فيرجوها وليس بآيس ... وفيها عن القصد المبين نكوب
فأما على كسلان وان فساعة ... وأما على ذي حاجة فقريب
[١٣٨٥ ويستحسن قول الآخر [طويل] :]
ونار كجمر العود يرفع ضوءها ... مع الليل هبات الرياح الصوارد
أصد بأيدي العيس عن قصد أهلها ... وقلبي إليها بالمودة قاصد
[١٣٨٦ وقول الآخر [وافر] :]
كأن النار تقطع من سناها ... بنائق جبة من أرجوان
[١٣٨٧ وقول الآخر [بسيط] :]
كأن نيراننا في جنب قلعتهم ... معصفرات على أرسان قصار
فأخذ هذا حبيب بن أوس فقال في إحراق الأفشين [كامل] :
مازال سر الكفر بين ضلوعه ... حتى اصطلى سر الزناد الواري
نار تساور جسمه من حرها ... لهب كما عصفرت شق إزار
١٣٨٨ أخبرنا محمد بن يحيى قال أخبرنا محمد بن موسى البربري-وكان يكتب بين يدي الحسن بن وهب- قال: كان الحسن أشد الناس عشقاً وشغفاً [ب] لبنان جارية كاتب راشد. لا يعد من عمره يوماً لا يراها فيه. فكنا يوماً عنده وهي تغني، وكان يوماً بارداً، وبالقرب منها كانون فيه فحم، فتأذت بالنار، فأمرت بإبعادها، فقال الحسن من وقته [كامل] :
بأبي كرهت النار لما أوقدت ... فعلمت ما معناك في إبعادها
هي ضرة لك في التماع ضيائها ... وبحسن صورتها لدى إيقادها