للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واسوءنا من مشيب ضاف أرحلنا ... لم أقره نهية منا ولا ورعاً

والشيب ضيف إذا ما حل ربع فتى ... أعيا ترحله، أو يرحلان معاً

[٦٣٧ ومن مليح ما قيل في هذا المعنى قول المقنع الكندي وافر:]

وذادت عن هواه البيض بيض ... لها في مفرق الرأس انتشار

جديد واللبيس أعز منه ... وأخرى إن تنافسه التجار

[٦٣٨ قال أبو علي: وعندي أحسن ما قيل في هذا المعنى قول ابن أبي حازم الباهلي طويل:]

إذا ما دعوت الشيخ شيخاً هجوته ... وحسبك مدحاً للفتى قول يا فتى

أشبه أيام الشباب التي مضت ... وأيامنا في الشيب بالفقر والغنى

[٦٣٩ وقال العتبي طويل:]

رأين الغوالي الشيب لاح بمفرقي ... فأعرضن عني بالخدود النواضر

وكن إذا أبصرنني أو سمعن بي ... سين فرقعن الكوى بالمحاجر

[٦٤٠ ومثل: هزج]

مصابيح شيب وسمتني سمة الكهل ... وعهدي بغريرات ملاح الدل والشكل

إذا جئت يرقعن الكوى بالأعين النجل

[٦٤١ وقال رجل من الأزد كامل:]

ولقد أقول لشيبة أبصرتها ... في مفرقي جنحتها إعراضي

عني إليك? فلست منتهياً ولو ... عممت منك مفارقي ببياض

هل لي سوى عشرين عاماً قد مضت ... مع ستة في إثرهن مواض

ولقلما ارتاع منك وإنني ... فيما هويت وإن وزعت لماض

فعليك ما استطعت الظهور بلمتي ... وعلى أن ألقاك بالمقراض

[أحسن ما قيل في تقارب الخطو]

٦٤٢ أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن يزيد قال: أخبرنا المازني قال: سمعت الأصمعي يقول: ما أعرف في وصف تقارب المشي أحسن من قول أبي الطمحان القيني وافر:

حنتني حانيات الدهر حتى ... كأني خاتل أدنو لصيد

قريب الخطو يحسب من رآني ... ولست مقيداً أني بقيد

٦٤٣ فأخذ هذا البيت بعض الشعراء فقال وأحسن -أنشدنا أبو عمر عن ثعلب قال: ولم أسمع في وصف الكبر ومشي الكبير أحسن منه كامل:

ودلفت من كبر كأني خاتل ... قنصاً، ومن يدبب لصيد يختل

[٦٤٤ وأخذ البيت الثاني بعض الشعرا فأحسن بقوله كامل:]

الدهر أبلاني وما أبليته ... والدهر غيرني وما يتغير

والدهر قيدني بحل مبرم ... فمشيت فيه وكل يوم يقصر

٦٤٥ أنشدنا محمد بن يحيى عن أبيه عن أبي العيناء قال: أنشدني أبو العالية السامي لنفسه وهو أحسن ما قيل في تقارب الخطو طويل:

أرى بصري فيك يوم وليلة ... يكل، وخطوى عن مدى الخطو يقصر

ومن صاحب الأيام سبعين حجة ... يغيرنه، والدهر لا يتغير

لعمري لئن أمست أمشي مقيداً ... لما كنت أمشي مطلق القيد أكثر

[أحسن ما قيل في البلاغة ووصفها]

[٦٤٦أخبرنا الحكيمي عن أبي العيناء عن محمد بن سلام قال:]

"أتى الحطيئة مجلس عمر بن الخطاب، فنظر إلى ابن عباس قد فرع القوم بلسانه، فقال: من هذا الذي نزل عن القوم في سنه ومدته؟ وتقدمهم في قوله وعلمه؟ فقيل هذا ابن عم رسول الله هذا عبد الله بن عباس.

فأنشأ يقول بسيط:

إني وجدت بيان المرء نافلة ... ... العي كالصمم

والمرء يفنى ويبقى سائر.. ... ...... يوماً ولم يلمم

٦٤٧ أخبرنا محمد بن يحيى قال: أخبرنا المبرد عن المازني قال ليس في صفة الكلام شيء أحسن من هذه الأبيات، وذكر بيتي الحطيئة المتقدمين، قال محمد بن يحيى: وأنشدنا المبرد أيضاً بعقب هذا طويل:

إذا قال لم يترك صواباً ولم يقف ... بعي، ولم يثن اللسان على هجر

يصرف بالقول البيان إذا انتحى ... وينظر في أعطافه نظر الصقر

٦٤٨ أنشدنا محمد بن يحيى عن ثعلب قال: لا أعرف في حسن صفة الكلام أحسن من هذين البيتين، وهما لعدي بن الحرث التيمي طويل:

كأن كلام الناس جمع عنده ... فيأخذ من أطرافه يتخير

فلم يرض إلا كل بكر بقلبه ... تكاد بأن من دم الخوف تنظر

٦٤٩ أخبرنا عبد الله بن جعفر قال أنشدنا محمد بن يزيد قال أنشدنا المازني عن الأصمعي للحطيئة في عبد الله بن عباس، قال الأصمعي: ولا يُعرف في البلاغة أحسن من هذه الأبيات طويل:

إذا قال لم يترك مقالاً لقائل ... بمتنظماتٍ لا ترى بينها فصلاً

<<  <   >  >>