للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عزت زوافره وحلق فوقه ... ظل المنية فوق راب يخفق

يصف جيشاً. وعزت: غلبت. وزوافره: ما يزفر من حره كزفرة المحزون. وقوله: راب، جمع رابية كما تقول بيضة وبيض. وتخفق: تتحرك

[١١٦٦ومن أحسن ما قيل في هذا المعنى قول الآخر [طويل] :]

وملتقطو بيض بيهماء قفرة ... يصورون قسراً أدهماً والخرانقا

وقد ألبسوا جلد السماء عباءة ... تلاءم أحياناً وحيناً شبارقا

يصف جيشاً يقول: طأطأوا رؤوسهم يقتفون الآثار، فكأنهم قوم قد خرجوا يلتقطون بيض النعام. ويصورون: يعطفون. يقول من كثرتهم يملأون الصحراء، فيعطفون الخرانق والأدهم، وهي الأرانب والظباء. والعباءة التي ألبسوها جلد السماء: الغبرة تلتئم أحياناً في الأرض السهلة، وتنقطع في الأرض الصلبة. والشبارق: القطع.

[١١٦٧ومن مستحسن ما ورد في هذا الباب قول الآخر [كامل] :]

وأنا النذير بحرة مسودة ... يصل الأعم إليكم أقوادها

أبناؤها متكنفون أباهم ... حنقو الصدور وما هم أولادها

أراد كتيبة، فشبهها بالحرة لسوادها. والأقود: جمع قود وهي الخيل. والأعم: الكلأ العميم ترعى فيه، فتقوى على الغزو. وأبناؤها: رجال الكتيبة. فجعلهم أبناءها لأنها تضمهم. وقوله: أباهم، يريد رئيسهم. "وما هم أولادها" الهاء راجعة على الكتيبة لأنها لا تلدهم.

[١١٦٨ومن هذا الباب ما أنشده ابن السكيت لعمرو بن قميئة [طويل] :]

وملمومة لا يخرق الطرف عرضها ... لها كوكب ضخم شديد وضوحها

تسير وتزجى السم تحت نحورها ... كديت إلى من واجهته صبوحها

ملمومة: كتيبة مجتمعة. "لا يخرق الطرف عرضها" أي لا ينفذها الطرف من كثرتها. وكوكبها، كوكب كل شيء: معظمه واغزره. و"تزجي السم" يعني أنها تقدم الموت بين يديها.

[١١٦٩ومثله قول الآخر [طويل] :]

ونحن ضربنا الكبش حتى تساقطت ... كواكبه بكل عضب مهند

وكبش القوم: رأسهم. وتساقطت كواكبه: أي ذهب معظم كتائبه.

[أحسن ما ورد من أبيات المعاني في ذكر الصلاة والصوم]

[١١٧٠أنشدنا محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا أحمد بن يحيى ثعلب [خفيف] :]

ليتني في المسافرين حياتي ... لا لحب الشخوص والترحال

بل لخمس تصيح منهن ست ... وثلاثين، لا تمر ببال

يعني خمس صلوات. تصيح منهن ست: يعني ست ركعات، يقصرهن المسافر. وثلاثين: يعني شهر الصوم.

[١١٧١ومثله قول الكميت [منسرح] :]

لا يتداوى بزلة منهم ال ... مدنف من هيضة الكرى الوصب

إلا لخمس هي المشيمة للا ... ركب في حيث تنكأ الجلب

المدنف، بفتح النون: الشديد المرض. وهوها هنا الشديد النعاس الذي قد أضربه السهر والتعب. والخمس: يعني الخمس الصلوات. "وتنكأ الجلب" يعني مواضع السجود. ومن روى المدنف بكسر النون أراد الذي أدنف إبله من شدة السير. ونكأها حتى صار على ظهرها جلب، وهي الحشكريشات، وكانوا إذا سافروا في سفر بعيد، لم يغيروا عن إبلهم رحالها وأدواتها، إلا في كل خمس ليال.

[١١٧٢ومثل هذا قول ذي الرمة [طويل] :]

ودوية جرداء جداء خيمت ... بها هبوات الصيف من كل جانب

أنخت بها الوجناء من غير بترة ... ثنتين عند اثنين جاء وذاهب

يعني بالثنين: ركعتين، قصر بهما صلاة العصر. والجائي والذاهب: الليل والنهار.

[أحسن ما ورد في ذكر الأيام والليالي من أبيات المعاني]

[١١٧٣أنشدنا أحمد بن محمد العروضي قال أنشدنا أحمد بن يحيى عن الباهلي [طويل] :]

فما مقبلات مدبرات تتابعت ... مفرقة الأسماء، واللون واحد

تصادف من أعراضهن حلاوة ... وفيهن مرات وسخن وبارد

يصف الأيام والليالي.

[١١٧٤ومثله [طويل] :]

مطايا يقربن البعيد وإن نأى ... وينقلن أشلاء الكريم إلى القبر

يعني الأيام والليالي.

[١١٧٥ومثله ما أنشده الباهلي [كامل] :]

سبع رواحل ما ينخن من الونى ... شوم تساق بسبعة زهر

متواصلات، لا الدؤوب يملها ... باق تعاقبها مع الدهر

قوله: سبع: يعني سبع ليالي الجمعة. والشوم: السواد. والسبعة: الزهر: يعني الأيام والزهر: البيض.

[١١٧٦ومثله ما أنشده ابن قتيبة [خفيف] :]

ستة إخوة وأخت شريفة ... هي في دارنا ودار الخليفة

<<  <   >  >>