للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٤٩٣ وقد أحسن إبراهيم بن المهدي في هذا المعنى، وإن كان في غير هذه الطريقة. فقال [بسيط] :

مالي رأيتك تحبوني وتبعدني ... وأنت مني مكان السمع والبصر

والله ما نظرت عيني شبيهك في ... حسن وظرف، وما حانيت بالنظر

[١٤٩٤ وأحسن ابن أبي الزوائد كل الإحسان بقوله [منسرح] :]

فضلها الحسن في العيون فما ... تصرف عنها اللحاظ والنظر

وتخشع الشمس في النهار لها ... حين تراها ويخشع القمر

معرفة أنها تفوقهما ... في الحسن في عين من له بصر

[أحسن ما قيل في حب الكبار]

[١٤٩٥ فمن أحسن ما قيل في ذلك ما أنشدينه محمد بن يحيى قال أنشدنا تعلب [طويل] :]

أبى القلب إلا أم عمرو وحبها ... عجوزاً، ومن يحبب عجوزاً يفند

كبرد اليماني قد تقادم عهده ... ورفعته ما شئت في العين واليد

[١٤٩٦ وأنشدنا، قال أنشدنا علي بن الصباح قال أنشدنا أبو ملحم المرار بن سعد [بسيط] :]

قصرت يومكما ببيض بدن ... نجل العيون نواعم لم تبئس

يوم ارتمت قلبي بأسهم لحظها ... أم الوليد في فناء عنس

من بعد ما لبست ملياً حسنها ... وكأن روع جمالها لم يلبس

بيضاء مطعمة الملاحة مثلها ... لهو الجليس ومنية المتفرس

[١٤٩٧وأول من نطق بحب الكبار، امرؤ القيس. بقوله [طويل] :]

ومثلك حبلى قد طرقت ومرضع ... فألهيتها عن ذي تمائم مغيل

إذا ما بكى من خلفها قدمت له ... بشق وتحتي شقها لم يحول

١٤٩٨ وكان شاب من الأعراب مفلساً [ومتزوجاً] بامرأة شابة، ولا يجد-لفقره- فتزوج موسرة فقال [طويل] :

إذا فاتك.... فانتقل ... برحلك واخلطه برحل عجوز

عجوز لها مال تعيش بفضله ... وألوان وشي فاخر وحزوز

[١٤٩٩ وملح الآخر في هذا المعنى بقوله [وافر] :]

رأيت البيض قد أعرضن عني ... فخير لي أن تساعدني عجوز

كأن مجامع اللحيين منها ... إذا حركت عن العرنين كوز

١٥٠٠ أخبرنا محمد بن يحيى قال أخبرنا الحسن بن إسحاق قال "عشقت عجوز شاباً، وعشق الشاب شابة. وكان يداري العجوز، ليأخذ منها ما ينفقه على الشابة. فيقول [وافر] :

صبرت على المساءة طول يومي ... لأقضي في غد حق السرور

أعالج قبل حلو العيش مراً ... ليسلمني العسير إلى اليسير

وطلبته العجوز يوماً، وكان عند الشابة، فلما جاءه رسولها، قال له: قل لها [خفيف] :

ليس بيني وبين تيس عتاب ... غير طعن الكلا وضرب الرقاب

قال: "فلما بلغها الرسول قوله. قالت: قل له: (يا أرعن! فهل يريد تيس إلا طعن الكلا؟ فصر إليها!) ".

١٥٠١ ومن الغلو في وصف الكبيرة بالحسن. والزيادة في الجمال على تقادم السن قول ذي الرمة [طويل] :

لقد أرسلت خرقاء نحوي جريتها ... لتجعلني خرقاء فيمن أضلت

وخرقاء لا تزداد إلا ملاحة ... وإن عمرت تعمير نوح وملت

كأن الحميا خالطتها سلافة ... على شفتي خرقاء باتت وظلت

١٥٠٢ ومن مستحسن ما قيل في هذا المعنى ما أنشدنيه محمد بن يحيى قال أنشدني ميمون بن هرون عن إسحاق [طويل] :

وعلقت ليلى وهي ذات موصد ... ترد علينا بالعشي المراميا

فشب بنو ليلى وشب بنو ابنها ... وهاذي دواعي حب ليلى كماهيا

[١٥٠٣ أخذ هذا البيت الثاني ابن المعتز، فقال [مجزؤ الخفيف] :]

من معيني على السهر ... وعلى الحب والفكر

وابلاي من شادن ... كبر الحب إذ كبر

[أحسن ما قيل في حب الصغار]

[١٥٠٤ أول من تنازع هذا المعنى كثر، و (نصيبا) ما كثير، فقال [طويل] :]

وعلقتها بين الجواري صغيرة ... وما حليت إلا الجمان المنظما

إلى أن دعت بالدرع قبل لداتها ... وكانت إلى مثليه أبهى وأعظما

وأما نصيب فملح بقوله [وافر] :

ولولا أن يقال: صبا نصيب ... لقلت لنفسي: النساء الصغار

بنفسي كل مهضوم حشاها ... إذا ظلمت فليس لها انتصار

١٥٠٥ وقال الآخر وملح، فأنشد، وهو من المشهور أيضاً [طويل] :

ولقت ليلى وهي ذات موصد ... ولم يبد للأتراب من ثديها حجم

صغيرين نرعى البهم، يا ليت أننا ... إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم

<<  <   >  >>